على الابتلاء بالأول والأنعام بالآخر ولولا شغلي بما ذكرت وانغاسمي فيما وصفت لم أقنع نفسي بالتأخر عنه طول هذه المدة مع السرور الذي يهفوني إليه والجواذب التي تسرع بي نحوه والله يحرسه ويحرسني فيه بمنه إنه ولى ذلك والقادر عليه.
(فصل): فأن رأى أطال الله مدته ان يجيبني إلى النسمة ويحتمل ما اقترحته فإنه أهل لنزول الحوائج به وموضع لتكاثر المسائل عليه فيما يسأل الا باذل ولا يحمل الا حامل فعل إنشاء الله.
(فصل): أختلف ميعاد أو صدق بعاد أعيذك أطال الله بقاك من ذلك وعدتي إنك بصيرا لتصف فيه عن قولك أحشفا وسوء كيله والمعنى بجميع هذا وذا لي وأخلفت وأوعدتني إنك تجازيني على ما فعلته بالقطيعة وعادة الكريم انجاز الوعد وأخلاف الوعيد فإن لابد فالصدق ليتوارث الفعلان ويعتدل الامر ان ولا يكون الشر أغلب الطبيعتين عليك والخير أنقص الحظين عندك والذي أسألك أدام الله عزك أن تسرع النهضة إلى ولا تعجل الطلوع على إن شاء الله تعالى (فصل): لو شئت أطال الله بقال لا تشمت الخجل من قبيح ما ترتكبه وقعة بعد أخرى وانا دائب أتلاقاك بالصعب والذلول والدقيق والجليل وأستميلك استمالة النافر وأستعطفك استعطاف الشارد وأداريك مداراة الولد والوالد بل مداراة الناظر الرامد وأنت ماض على غلوائك في البعد وجار على شننك في القطيعة والهجر ولو رمت شرح جميع ما جرى منك لطال الكلام وكثر الخصام والآن فإن الذي أسألك أدام الله عزك ان تخرج من لباس الخلق الجافي وتشرع في غدير الود الصافي فإنه أولى بك وأشبه بمثلك.
(فصل): إذا كان إنعام سيدنا الوزير أطال الله بقاه عريض الأكتاف بعيد الأقطار والأطراف ينال المحروم المرزوق سجله ويسع القاصي والداني فضله كان أحق من ضرب فيه بسهم وأخذ منه بنصيب وقسيم من سبقت منه