المتراهنين في الحلبة سبق سابح مروح وان نثر حمدت منه الأثر ورأيت هناك خرزات من العقد نفض وقطرات من المزن ترفض ولعمري ان بغداد قد أنجبت به فبوأته ظلالها وأرضعته زلالها وأنشقته شمالها وورد شعره دجلتها فشرب منها حتى شرق وانغمس فيها حتى كاد ان يقال غرق وهو وأخوه في دوحة السيادة ثمران وفى فلك الرياسة قمران وأدب الرضى إذا قرن بعلم المرتضى كان فر ندا في متن الصارم المنتضى.
قال الخطيب في تاريخ بغداد: سمعت أبا عبد الله الكاتب بحضرة أبى الحسن ابن محفوظ وكان أوحد الرؤساء قال سمعت جماعة من أهل العلم بالأدب يقولون الرضى أشعر قريش فقال ابن محفوظ هذا صحيح وقد كان في قريش من يجيد القول الا ان شعره قليل فاما مجيد ومكثر فليس إلا الرضى.
وكان الرضى قد حفظ القرآن بعد أن جاوز الثلاثين سنة في مدة يسيرة وكان عارفا بالفقه والفرائض معرفة قوية، وأما اللغة والعربية فكان فيهما إماما وله من التصانيف كتاب (المتشابه في القرآن) وكتاب (حقائق التنزيل) وكتاب (تفسير القرآن) وكتاب (مجازات الآثار النبوية) وكتاب (تعليق خلاف الفقهاء) وكتاب (تعليقة الايضاح لأبي على) وكتاب (خصائص الأئمة) وكتاب (نهج البلاغة) وكتاب (تلخيص البيان في مجازات القرآن) وكتاب (الزيادات في شعر أبى تمام) وكتاب (سيرة والده الطاهر) وكتاب (انتخاب شعر ابن الحجاج) وكتاب (مختار شعر أبى إسحاق الصابي) وكتاب (ما دار بينه وبين أبى إسحاق من الرسائل ثلاث مجلدات) وكتاب (ديوان شعره) يدخل في أربع مجلدات.
قال أبو الحسن العمرى رأيت تفسيره للقرآن فرأيته من أحسن التفاسير يكون في كبر تفسير أبى جعفر الطوسي أو أكبر وكانت له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف ومراعاة للأهل والعشيرة وهو أول طالبي جعل عليه السواد.