نحو ذلك فكاتبني بعدة رقاع يسأل في تخفيف ذلك المقدار عنه وأما أخوه الرضى فبلغني ذات يوم انه ولد له غلام فأرسلت إليه بطبق فيه ألف دينار فرده وقال قد علم الوزير إني لا أقبل من أحد شيئا فرددته وقلت انى إنما أرسلته للقوابل فرده ثانية وقال قد علم الوزير انا أهل بيت لا يطلع على أحوالنا قابلة غريبة وانما عجايزنا يتولين هذا الأمر من نسائنا ولسن ممن يأخذن أجرة ولا يقبلن صلة فرددته إليه وقلت يفرقه الشريف على ملازميه من طلبة العلم فلما جاءه الطبق وحوله الطلبة قال ها هم حضور فليأخذ كل أحد ما يريد فقام رجل واخذ دينارا فقرض من جانبه قطعة وأمسكها ورد الدينار إلى الطبق فسأله الشريف عن ذلك فقال إني احتجت إلى دهن السراج ليلة ولم يكن الخازن حاضرا فاقترضت من فلان البقال دهنا فأخذت هذه القطعة لأدفعها إليه عوض دهنه وكان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضى في دار قد اتخذها لهم سماها دار العلم وعين لهم فيها جميع ما يحتاجون إليه فلما سمع الرضى أمر في الحال ان يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع إلى كل منهم مفتاحا ليأخذ ما يحتاج إليه ولا ينتظر خازنا يعطيه ورد الطبق على هذه الصورة فكيف لا أعظم من هذه حاله ولذلك كان الرضى يقدم على المرتضى لمحله في نفوس العامة والخاصة وكان الرضى ينسب إلى الافراط في عقاب الجاني من أهله وله في ذلك حكايات.
منها ان امرأة علوية شكت إليه زوجها وإنه يقامر بما يحصله من حرفة يعانيها وان له أطفالا وهو ذو عيلة وحاجة وشهد لها من حضر بالصدق فيما ذكرت فاستحضره الشريف وأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب والمرأة تنتظر أن يكف والامر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة فصاحت المرأة وأيتم أولادي كيف تكون حالنا إذا مات هذا فقال لها الشريف ظننت انك تشكيه إلى المعلم.
ورأيت في ديوانه انه بلغه عن قوم من أعدائه قالوا لبهاء الدولة قد جرت عاده الرضى بانشاده الخلفاء شعره وانه إنما يتكبر عليك في ترك الانشاد وكذبوا في