فلست تدرى وما تدرى أعاجلها * أدنى لرشدك أم ما فيه تأخير فاستقدر الله خيرا وارضين به * فبينما العسر إذ دارت مياسير وبينما المرء في الأحياء مغتبط * إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير يبكى الغريب عليه ليس يعرفه * وذو قرابته في الحي مسرور قال فقال لي رجل أتعرف من يقول هذا الشعر فقلت لا فقال إن قائله هو الذي دفناه الساعة وأنت الغريب تبكي عليه وهذا الذي خرج من قبره أمس الناس رحما به وأسرهم بموته فقال له معاوية لقد رأيت عجبا فمن الميت قال عشير ابن لبيد العذري.
قال المؤلف عفا الله عنه ومع كثرة وجود ديوان الشريف الرضى (رض) فلا حاجة إلى الاكثار من شعره.
ولنذكر نبذة من انشائه ومراسيله فإنه قليل الوجود فمن ذلك قوله فصل وأما فلان فما عندي إنك تقرب عرضه الا شاما صادقا وذائقا باصقا فاما ان تجعله لوكة لفيك وعرضة لقوافيك فتلك حال أرفعك عن الإسعاف إليها والرضا بها وأجل سهمك أن يصيب غير غرضه وحدك أن يطيق غير مفصله فما كل رمية يطرد فيها النبال ولا كل فريسة ينشب فيها الأظفار.
(فصل) قد كاد الرسول يا أخي وسيدي أطال الله بقاك من كثرة الترداد تتظلم قدماه وكاد المرسل من امتداد الطرف لانتظاره تزور عيناه فلا تجعل للوم طريقا إليك ولا للعتاب متسلقا عليك وكن مع مواصلتك البا على مقاطعتك وأحمل لمفارقتك كثيرا على مباعدتك فأن ذلك أخصف لمعاقد العهود واعطف لتزلف القلوب.
(فصل): ان رأى السيد الشريف أطال الله بقاه ان يلقى إلى طرفا من حال سلامته وما جدده الله تعالى من حسم شكايته فحرام على جبيني الهد وإذا بنا جنبه، ومحصن على عيني الرقاد إذا سهر طرفه لان النفس واحدة وان اقتسمها