(لك يا منازل في القلوب منازل) لكفاه. فغضب الشريف وأمر بالمعري فنحب وأخرج فتعجب الحاضرون من ذلك فقال لهم الشريف أعلمتم ما أراد الأعمى إنما أراد قوله:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي بأني كامل وحكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي ان أبا الحسن على ابن محمد بن علي بن سلك الغالي الأديب كانت له نسخة من كتاب (الجمهرة) لابن دريد في غاية الجودة فدعته الحاجة إلى بيعها فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينار فتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط بايعها أبى الحسن الغالي وهي أنست بها عشرين حولا وبعتها * لقد طال وجدي بعدها وحنيني وما كان ظني انني سأبيعا * ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن بضعف وافتقار وصبية * صغار عليهم تستهل عيوني فقلت ولم أملك سوابق عبرة * مقالة مكوي الفؤاد حزين وقد تخرج الحاجات يا أم مالك * كرائم من رب بهن ضنين فرد عليه النسخة وسمح له بالثمن.
وحكى عن الشريف المرتضى (ره) انه كان جالسا في مجلية له تشرف على الطريق فمر به ابن المطرز الشاعر يجر نعلا له بالية وهي تثير الغبار فامر باحضاره وقال له أنشدني أبياتك التي تقول منها:
إذا لم تبلغي إليكم ركائبي * فلا وردت ماء ولا رعت العشبا فأنشده إياها فلما انتهى إلى هذا البيت أشار الشريف إلى نعله البالية وقال هذه كانت من ركائبك فأطرق ابن المطرز ساعة ثم قال لما عادت هبات سيدنا الشريف إلى مثل قوله:
وخذا النوم من جفوني فإني * قد خلعت الكرى على العشاق عادت ركائني إلى مثل ما يرى فإنه خلع ما لا يملك على من لا يقبل