إني قد قتلته انه سيأتي أمير بعدي فيلعنه مثلي فيصنع به مثل ما صنع بي فيقتله وانا قد أقترب أجلى فلا أقتل خير أهل هذا المصر فلما ولى معاوية زياد بن أبيه الكوفة خطب زياد فقال اما بعد فان مرتع البغي وخيم وأيم الله ان لم تستقيموا لأداوينكم بدوائكم ولست بشئ ان لم أحم ناحية الكوفة من حجر بن عدي وادعه نكالا لما بعده.
قال الطبري في (رسالته) ان زيادا خطب يوم جمعة فأطال الخطبة وأخر الصلاة فقال له حجر بن عدي الصلاة فمضى في خطبته فاخذ حجر كفا من حصى وحصبه به وثار إلى الصلاة وثار الناس معه فنزل زياد وصلى بالناس ثم كتب إلى معاوية فكتب معاوية إليه ان اشدده في الحديد واحمله إلى فأراد قوم حجر منعه فقال لهم لا ولكن نطيع ونسمع فلما دخل على معاوية قال السلام عليك فقال له معاوية والله لأقتلنك ولا استقبلك أخرجوه فاضربوا عنقه فأخرجوه فقال لهم دعوني أصلى ركعتين فصلاهما وخفف وقال لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما ثم قال من حضر من أهل بيته لا تطلقوا منى حديدا ولا تغسلوا عنى دما فإني لاق معاوية غدا على الجادة ثم ضربت عنقه سادس ستة أو سابع سبعة أحدهم ولده.
ذكر المسعودي في (مروج الذهب) ان زيادا وفد إلى معاوية من الكوفة ومعه حجر بن عدي وتسعة من أهل الكوفة وأربعة من غيرهم فلما بقى على أميال من الكوفة أنشأت ابنة لحجر بن عدي وهي تقول:
ترفع أيها القمر المنير * لعلك ان ترى حجرا يسير يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كذا زعم الأمير تنبرت المنابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير أخاف عليك ما أدري عديا * وشيخا في دمشق له زئير لعمري ان كل عميد قوم * إلى هلك من الدنيا يصير