بل هاديا موفقا مهديا * واحفظه ربى واحفظ النبيا فيه فقد كان له وليا * ثم ارتضاه بعده وصيا وأبلى في صفين بلاء حسنا.
روى نصر باسناده عن عبد الله بن شريك قال خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهر ان البراءة واللعن لأهل الشام فأرسل إليهما على " ع " ان كفا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا يا أمير المؤمنين السنا محقين قال بلى قالوا أو ليسوا مبطلين قال بلى قالا فلم تمنعنا من شتمهم قال كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين تشهدون وتبرون ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم اللهم أحقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به كان هذا أحب إلى وخيرا لكم فقالا يا أمير المؤمنين " ع " نقبل عظتك ونتأدب بأدبك وروى أيضا عن الشعبي ان أول فارسين التقيا في اليوم السابع من صفين وكان من الأيام العظيمة حجر الخير وحجر الشر أما حجر الخير فهو ابن عدي صاحب على " ع " وأما حجر الشر فابن عمه كلاهما من كندة وكان من أصحاب معاوية فأطعنا برمحيهما وخرج رجل من بنى أسد يقال له خزيمة من عسكر معاوية فضرب حجر بن عدي ضربة برمحه فحمل أصحاب على فقتلوا خزيمة الأسدي ونجا حجر الشر هاربا فالتحق بعسكر معاوية.
وروى ابن شهرآشوب في (المناقب) ان أدهم بن لام القضاعي من أصحاب معاوية خرج يوما من أيام صفين يقول:
أثبت لوقع الصارم الصقيل * فأنت لا شك أخو قتيل فبرز حجر بن عدي فقتله فخرج إليه الحكم بن الأزهر قائلا:
يا حجر حجر بن عدي الكندي * أثبت فإني ليس مثلي بعدي