فاضلا جليلا وكان الحسن بن أبي الحسن البصري كاتبه فلما بلغه قتل حجر بن عدي دعا الله عز وجل فقال اللهم ان كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل فلم يبرح من مجلسه حتى مات.
وروى الشيخ الطوس (ره) في (أماليه) باسناده عن عطاء بن مسلم عن الحسن بن البصري قال كنت غازيا من معاوية بخراسان وكان علينا رجل من التابعين فصلى بنا يوما الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس قد حدث في الإسلام حدث عظيم لم يكن منذ قبض الله نبيه مثله بلغني ان معاوية قتل حجر بن عدي وأصحابه فان يك عند المسلمين خير فسبيل ذلك وان لم يكن عندهم خير فاسأل الله ان يقبضني إليه وان يعجل ذلك.
قال الحسن بن أبي الحسن فلا والله ما صلى بنا صلاة غيرها حتى سمعنا عليه الصياح.
وروى الزبير بن بكار عن رجاله عن الحسن البصري انه قال أربع خصال في معاوية لو لم يكن منهن الا واحدة لكانت موبقة انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذووا الفضيلة واستخلافه ابنه يزيد من بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادعائه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر وقتله حجر بن عدي وأصحابه فيا ويله من حجر وأصحاب حجر.
وروى الكشي ان الحسين " ع " كتب إلى معاوية في كتاب كتبه إليه الست القاتل لحجر بن عدي أخا كندة والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم ثم قتلتهم ظلما وعدوانا وبعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة.
قال أبو عمرو بن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) لما ولى معاوية زياد العراق وما ورائها وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر خلعه حجر رحمه الله