فقلت والله ما أدرى على م أقاتل؟ وما أدرى ما أنا فيه؟ قال واشتكى رجل منا بطنه من حوت اكله فظن أصحابه انه طعين فقالوا من يتخلف على هذا الرجل فقلت انا أتحلف عليه والله ما أقول ذلك الا مما دخلني من الشك فأصبح الرجل ليس به بأس وأصبحت قد ذهب عنى ما كنت أجد ونفذت بصيرتي حتى إذا أدركنا أصحابنا ومضينا مع علي " ع " وإذا أهل الشام قد سبقونا إلى الماء فلما أردناه منعونا فصلتناهم بالسيف فخلونا وإياه وأرسل أبو عمرة إلى أصحابه قد والله حزناه فهم يقاتلونا وهم في أيدينا ونحن دونه إليهم كما كان في أيديهم قبل ان نقاتلهم فأرسل معاوية إلى أصحابه لا تقاتلوهم وخلوا بينهم وبينه فيشربوا فقلنا لهم وقد عرضنا عليكم أول مرة فأبيتم حتى أعطانا الله وأنتم غير محمودين قال فانصرفوا عنا وانصرفنا عنهم ولقد رويت روايانا ورواياهم بعد وخيلنا خيلهم نرد ذلك الماء جميعا حتى ارتووا وارتوينا جميعا.
وروى أيضا ان أمير المؤمنين " ع " بعث أبا عمره في رجال من أصحابه إلى معاوية يدعونه إلى الله تعالى والى الطاعة والجماعة فلما دخلوا عليه تكلم أبو عمرة فحمد الله وأثنى عليه وقال يا معاوية ان الدنيا عنك زائلة وإنك راجع إلى الآخرة وان الله تعالى جازيك بعملك ومحاسبك بما قدمت يداك وإني أنشدك بالله ان تفرق جماعة هذه الأمة ان تسفك دماءها بينها فقطع معاوية الكلام فقال هلا أوصيت صاحبك قال قلت سبحان الله ان صاحبي ليس مثلك ان صاحبي أحق البرية بهذا الامر في الفضل والدين والسابقة في الإسلام والقرابة من الرسول قال فتقول ماذا قال أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق فإنه أسلم لك في دينك وخير لك في عاقبة أمرك قال وأبطل دم عثمان لا والرحمان لا افعل ذلك ابدا.
قال وكان ابن محصن من أعلام أصحاب على " ع " قتل في المعركة بصفين وجزع علي عليه السلام لقتله فقال النجاشي يرثيه.