قال: قال لي على " ع " كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلغني قلت كيف اصنع قال العني ولا تبرأ منى فإني على دين الله قال ولقد ضربه محمد بن يوسف وأمره ان يلعن عليا وأقامه على باب مسجد صنعاء قال فقال الأمير امرني أن العن عليا فالعنوه لعنه الله فرأيت محوارا من الناس إلا رجلا فهمها قال المؤلف (رض) عندي في هذا الخبر نظر فان محمد بن يوسف إنما ولى اليمن في زمن عبد الملك بن مروان وهو أخو الحجاج بن يوسف استعمله أخوه الحجاج على صنعاء اليمن وحجر بن عدي قتله معاوية بن أبي سفيان فكيف يصح ان يكون محمد بن يوسف ضرب حجرا ليلعن عليا أمير المؤمنين " ع " وليس في عمال معاوية على اليمن من أسمه محمد بن يوسف كما تنطق به التواريخ فان معاوية لما استعمل الخلافة عثمان بن عثمان الثقفي فأقام به مدة ثم عزله بأخيه عتبة بن أبي سفيان فأقام سنتين ثم لحق بأخيه معاوية واستخلف على اليمن فيروز الديلمي فأقام ثمان سنين ولما توفى عتبة بن أبي سفيان استعمل معاوية مكانه داذويه الفارسي فأقام تسعة أشهر ثم مات فاستعمل معاوية مكانه على اليمن الضحاك بن فيروز الديلمي فلم يزل على اليمن حتى هلك معاوية في رجب سنة ستين للهجرة هؤلاء جميع عمال معاوية على اليمن ولبس فيهم مسمى بمحمد بن يوسف والله أعلم.
واما سبب قتل حجر بن عدي فكان من حديثه ان المغيرة بن شعبة كان لا ينام عن شتم على " ع " وأصحابه واللعنة بهم والترحم على عثمان وأصحابه وكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك يقول إن من تذمون أحق بالفضل والتقدم ومن تمدحون أولى بالدم فلما كان في آخر زمان المغيرة بن شعبة نال من على وقال في عثمان ما كان يقول فقام حجر بن عدي وصاح به وقال إنك لا تدرى بمن تولع أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " ومدح المجرمين فقام معه نحو ثلاثين ألفا يقولون صدق حجر فدحل المغيرة بيته فجائه قومه قائلين له على م تترك هذا الرجل يجترى في سلطانك ثم إن بلغ معاوية سخط عليك فقال