أتيا عليه ثم أقبلا على أبيهما والحسن " ع " قائم معه فقال له على يا بنى ما منعك ان تفعل كما فعل أخواك فقال " ع " كفياني يا أمير المؤمنين.
وروى نصر عن عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن كعب قال لما قتل عبد الله بن بديل يوم صفين مر به الأسود بن طهمان الخزاعي وهو بآخر رمق فقال له عز على والله مصرعك اما والله لو شهدتك لآسيتك ولدافعت عنك ولو رأيت الذي أشعرك لأحببت ان لا أزايله ولا يزايلني حتى أقتله أو يلحقني بك ثم نزل إليه فقال رحمك الله يا عبد الله إن كان جارك ليأمن بوايقك وإن كنت لمن الذاكرين لله كثيرا أوصني رحمك الله قال أوصيك بتقوى الله وان تناصح أمير المؤمنين وتقاتل معه حتى يظهر الحق أو تلحق بالله وأبلغ أمير المؤمنين " ع " عنى السلام وقل له قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب ثم لم يلبث ان مات فاقبل أبو الأسود إلى على " ع " فأخبره فقال رحمه الله جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في الوفاة ومن شعر عبد الله بن بديل ما أنشده أبو مخنف في كتاب (وقعة الجمل) قوله:
يا قوم للحطة العظمى التي حدثت * حرب الوصي وما للحرب من آس الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت * تلك القبائل أخماسا لأسداس قال نصر وفرح أهل الشام بقتل هاشم بن عتبة وعبد الله وعبد الرحمن ابني بديل فقال حريش الكوني وهو مع علي عليه السلام:
معاوية ما أفلت إلا بجرعة * من الموت رعبا تحسب الشمس كوكبا نجوت وقد أدميت بالسوط بطنه * لزوما على فأس اللجام مشذبا فان تفخروا بابني بديل وهاشم * فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا وأنهما ممن قتلتم على الهدى * فوافوا فكفوا القول ننسى التحوبا قال المؤيد الخوارزمي كان عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة وعبد الله بن بديل فرسان العراق ومردة الحرب ورجال المعارك وسيوف الأقران وأمراء