الخزاعي، أسلم مع أبيه يوم الفتح أو قبله وكانا سيدي خزاعة وعيبة النبي صلى الله عليه وآله وشهد عبد الله حنينا والطائف وتبوك وكان رفيع القدر ورفيع الشأن أرسله النبي صلى الله عليه وآله مع أخويه عبد الرحمن ومحمد إلى اليمن ليفقهوا أهلها ويعلموهم الدين وكان عبد الله من أصفياء أمير المؤمنين عليه السلام وخلص أصحابه شهد معه الجمل وصفين وأبلى فيها بلاء حسنا إلى أن استشهد بصفين كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى.
روى نصر بن مزاحم قال قام عبد الله بن بديل بين يدي أمير المؤمنين بصفين قبل القتال فقال يا أمير المؤمنين ان القوم لو كانوا لله يريدون ولله يعملون ما خالفونا ولكن القوم إنما يقاتلونا فرارا من الأسرة وحب الأثرة ضنا بسلطانهم وكراهة لفرقة دنياهم التي في أيديهم وعلى أخر في أنفسهم وعداوة يجدونها في أنفسهم لوقايع أوقعتها بهم هلك فيها آباؤهم وإخوانهم فكيف يبايع معاوية عليا وقد قتل أخاه وخاله وجده والله ما أظن أن يفعلوا ولن يستقيموا لكم دون ان يقصد فيها المران وتقطع على هامهم السيوف وتنشر حواجبهم بعمد الحديد وتكون أمور جمة بين الفريقين.
وروى عن الشعبي ان عليا بعث على ميمنته عبد الله بن بديل وعلى ميسرته عبد الله بن العباس.
وروى عن زيد بن وهب أن عبد الله بن بديل قام في أصحابه فقال إن معاوية ادعى ما ليس له ونازع الأمر أهله من ليس له مثله جائكم بالباطل ليدحض به الحق فصال عليكم بالأعراب والأحزاب وزين لهم الضلال وزرع في قلوبهم حب الفتنة ولبس عليهم الأمر وزادهم رجسا إلى رجسهم وأنتم والله على بينة من ربكم نور ظاهر مبرور أتخشونهم فالله أحق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين وقد قاتلتهم مع النبي صلى الله عليه وآله ما هم في هذه بأزكى ولا اتقى ولا أبر قوموا إلى عدو الله وعدوكم.
وروى عن عمرو بن شمس عن جابر قال سمعت الشعبي يقول كان عبد الله