مضت إلى رجل يقال له شهاب بن مازن وكان قد خطبها من أبيها ولم ينعم له بزواجها وقد شكت حالها إليه وقد سار بجموعه يروم حربنا فقم وأقصده بالمسلمين فالله تعالى ينصرك عليه وها انا راجع إلى المدينة فقال فعند ذلك سار الإمام " ع " بالمسلمين وجعل يجد في السير حتى وصل إلى شهاب وجاهده ونصر المسلمون فأسلم شهاب وأسلمت جمانة والعسكر وأتى بهم الإمام إلى المدينة وجددوا الإسلام على يد النبي فقال النبي يا بلال ما تقول فقال يا رسول الله قد كنت محبا لها وشهاب ابن مازن أحق بها منى فعند ذلك وهب شهاب لبلال جاريتين وفرسين وناقتين.
وروى أنه صلى الله عليه وآله قال لعجوز أشجعية يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة فرآها بلال باكية فرفعها للنبي فقال والأسود كذلك فجلسا يبكيان فرآهما العباس فذكرهما له فقال صلى الله عليه وآله والشيخ كذلك فجلسوا يبكون فدعاهم وطيب قلوبهم وقال ينشئهم الله كأحسن ما كانوا وذكر انهم يدخلون الجنة شبابا منورين.
ولما كان يوم الفتح أمر النبي بلالا ان يصعد البيت ويؤذن فوقه فصعد وأذن على البيت فقال خالد بن سعيد بن العاص الحمد لله الذي أكرم أبى فلم يدرك هذا اليوم وقال الحارث بن هشام وا ثكلاه ليتني مت قبل هذا اليوم قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة وقال الحكم بن أبي العاص هذا والله الحدث العظيم ان عبد بنى جمع يصيح بما يصيح به على بيته فأتى جبرئيل " ع " رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره بمقالة القوم.
ولم يؤذن بلال لأحد بعد رسول الله وقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وان فاطمة " ع " قالت ذات يوم انى اشتهى ان اسمع صوت مؤذن أبى صلى الله عليه وآله بالأذان فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الآذان فلما قال الله أكبر ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله اشهد ان محمدا رسول الله شهقت فاطمة " ع " وسقطت لوجهها وغشي عليها فقال الناس لبلال أمسك فقد فارقت ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله الدنيا فظنوا أنها قد ماتت فقطعوا أذانه ولم يتمه فأقامت