ثم قال صلى الله عليه وآله إيه يا عدى بن حاتم ألم تكن ركوسيا (1) قال فقلت بلى قال أولم تكن تسير في قومك بالمرباع (2) قال فقلت بلى قال فان ذلك لم يكن يحل لك في دينك قال قلت اجل والله وعرفت انه نبي يعلم ما يجهل قال ثم قال لي لعلك يا عدى إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فوالله ليوشكن ان المال يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم فوالله ليوشكن ان تسمع بالمرأة تخرج على بعيرها من القادسية حتى تزور هذا البيت لا تخاف ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى ان الملك والسلطان في غيرهم وأيم الله ليوشكن ان تسمع بالقصور البيض من أرض بابل ان يفتح (3) عليهم قال فأسلمت فكان عدى يقول مضت اثنتان وبقيت الثالثة ووالله ليكونن قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت وقد رأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت وأيم الله لتكونن الثالثة ليفيض المال حتى لا يوجد من يأخذه.
وروى ابن عبد ربه في كتاب العقد قال وفد عدى بن حاتم على النبي صلى الله عليه وآله فألقى له وسادة وجلس هو على الأرض قال عدى فما رمت حتى هداني الله للإسلام وسرني ما رأيت من كرم رسول الله في بنت حاتم التي أسرتها خيل النبي اسمها سفانة وبها كان يكنى أبوها حاتم.
وروى أنه لما أتى بها النبي قالت له يا محمد هلك الوالد وغاب الرافد فان رأيت أن تخلى عنى ولا تشمت بي احياء العرب فان أبى سيد قومه كان يفك العاني ويحمى الذمار ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يطلب إليه طالب حاجة قط فرده (4) انا أبنة حاتم طي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هذه صفة المؤمن