فاطمة " ع " وسألته ان يتم الأذان فلم يفعل وقال لها يا سيدة النسوان انى أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته عن ذلك.
وفى المواهب اللدنية ان عمر لما قدم الشام حين فتحها اذن بلال فتذكر الناس النبي صلى الله عليه وآله قال أسلم مولى عمر فلم أر باكيا أكثر من يومئذ.
وعن إبراهيم التميمي لما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله اذن بلال ورسول الله لم يدفن فكان إذا قال اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله انتحب الناس في المسجد فلما دفن قال له أبو بكر أذن قال إن كنت انما أعتقتني لأن أكون معك فلا سبيل إلى ذلك وان كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له قال ما أعتقتك إلا لله قال فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله قال فذلك إليك قال فأقام حتى خرجت بعوث الشام فخرج معهم حتى انتهى إليها.
وعن سعيد بن المسيب قال لما كانت خلافة أبى بكر تجهز بلال ليخرج إلى الشام فقال له أبو بكر ما كنت أراك تدعني على هذه الحالة فلو أقمت معنا فأعنتنا قال إن كنت انما أعتقتني لله تعالى فدعني اذهب وان كنت انما أعتقتني لنفسك فاحبسني عندك فأذن له فخرج إلى الشام فمات بها.
وفى المنتفى قال أبو بكر لبلال أعتقك وقد كنت مؤذنا لرسول الله وبيدك ارزق رسوله ووفوده فكن مؤذنا لي كما كنت لرسول الله وخازنا لي كما كنت خازنا لرسول الله فقال يا أبا بكر صدقت كنت كذلك فان كنت أعتقتني لتأخذ منفعتي في الدنيا أقمت حتى أخدمك وان كنت أعتقتني لتأخذ الثواب من الرب فخلني والرب فبكى أبو بكر وقال أعتقك لآخذ الثواب من المولى فلا أعجلها في الدنيا فخرج بلال إلى الشام فمكث زمانا فرأى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا بلال جفوتنا وخرجت من جوارنا وبلادنا فاقصد إلى زيارتنا فانتبه بلال وقصد إلى المدينة وذلك قريب موت فاطمة " ع " فلما انتهى إلى المدينة تلقاه الناس فأخبر بموت فاطمة فصاح وقال بضعة النبي ما أسرع ما لحقت بالنبي فقالوا له اصعد فأذن فقال لا افعل