بعد ما أذنت لمحمد فلم يزالوا به حتى صعد فاجتمع أهل المدينة رجالهم ونساؤهم وصغارهم وكبارهم وقالوا هذا بلال مؤذن رسول الله يريد ان يؤذن استمعوا إلى أذانه فلما قال الله أكبر الله أكبر صاحوا وبكوا جميعا فلما قال اشهد ان لا إله إلا الله ضجوا جميعا ولما قال اشهد ان محمدا رسول الله لم يبق في المدينة ذو روح إلا بكى وصاح وخرجت العذارى من خدورهن وهن يبكين وصار كموت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فرغ من أذانه فقال أبشركم انه لا تمس النار عين بكت على رسول الله ثم انصرف إلى الشام وكان يرجع كل سنة مرة فينادى بالأذان إلى أن مات.
وأخرج الشيخ الصدوق في الفقيه عن أبي بصير عن أحدهما " ع " انه قال إن بلالا كان عبدا صالحا قال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فترك يومئذ حي على خير العمل.
وفى كتاب أصفياء أمير المؤمنين " ع " وعن ابن أبي البختري قال حدثنا عبد الله بن الحسن ان بلال أبى ان يبايع أبا بكر وان عمر جاء واخذ بتلابيبه فقال يا بلال ان هذا جزاء أبى بكر منك انه أعتقك فلا تجئ تبايعه: فقال إن كان أبو بكر أعتقني لله فليدعني له وان كان أعتقني لغير ذلك فها انا ذا واما بيعته فما كنت أبايع أحدا لم يستخلفه رسول الله وان بيعة ابن عمه يوم الغدير في أعناقنا إلى يوم القيامة فأينا يستطيع أن يبايع على مولاه فقال له عمر لا أم لك لا تقيم معنا فارتحل إلى الشام وتوفى بدمشق في الطاعون ودفن بباب الصغير وله شعر في هذا المعنى:
بالله لا بأبي بكر نجوت ولولا * الله قامت على أوصالي الضبع الله بوأني خيرا وأكرمني * وانما الخير عند الله متبع لا تلقيني تبوعا كل مبتدع * فلست مبتدعا مثل الذي ابتدعوا وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله " ع " قال كان بلال عبدا صالحا