مسكني لك كما خرجت عن مسكنك لرسول الله صلى الله عليه وآله فأعطاه ذلك وعشرين الف درهما وأربعين عبدا. وكان أبو أيوب من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين " ع " وأنكر على أبى بكر تقدمه على على " ع " وروى عن الصادق " ع " انه قام في ذلك اليوم فقال اتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم وأوردوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم فقد سمعتم مثل سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا صلى الله عليه وآله ومجلس بعد مجلس يقول أهل بيتي أئمتكم بعدي ويومئ إلى على " ع " ويقول هذا أمير البررة وقاتل الكفرة مخذول من خذله منصور من نصره فتوبوا إلى الله من ظلمكم ان الله تواب رحيم ولا تتولوا عنه مدبرين ولا تتولوا عنه معرضين قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب ان أبا أيوب شهد مع علي " ع " مشاهده كلها. وروى عن الكلبي وابن اسحق قالا شهد معه يوم الجمل وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان.
وقال إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين قال حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا الحسن بن الحكم النخعي عن رباح بن الحرث النخعي قال كنت جالسا عند على إذ قدم قوم متلثمون فقالوا السلام عليك يا مولانا فقال أو لستم قوما عربا قالوا بلى ولكنا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قال فلقد رأيت عليا ضحك حتى بدت نواجده ثم قال اشهدوا ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم من القوم قال نحن رهط من الأنصار وذاك يعنون رجلا منهم أبو أيوب الأنصاري صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله قال فأتيته فصافحته.
وروى هذا الخبر بعبارة أخرى عن رياح بن الحرث المذكور قال كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين " ع " إذ أقبل ركب يسيرون حتى أناخوا بالرحبة ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا عليا " ع " فقالوا السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله