وكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ولم يزل هو وأصحابه أصحاب اطعام في الجاهلية والإسلام.
وعن النبي صلى الله عليه وآله الجود شيمة ذلك البيت يعنى بيتهم وهو الذي اجتمعت عليه الأنصار ليولوه الخلافة وقد اختلف أصحابنا (رض) في شأنه فعده بعضهم من المقبولين واعتذر عن دعواه الخلافة بما روى عنه انه قال لو بايعوا عليا " ع " لكنت أول من بايع. وبما رواه محمد بن جرير الطبري عن أبي علقمة قال قلت لسعد بن عبادة وقد مال الناس لبيعة أبى بكر تدخل فيما دخل فيه المسلمون قال إليك عنى فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا أنا مت تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي (عليه السلام) وكتاب الله بيده لا نبايع لأحد غيره فقلت له هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله فقال معه ناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم فحلف انه لم يهم بها ولم يردها وانهم لو بايعوا عليا " ع " كان أول من بايع سعد.
وزعم بعضهم ان سعدا لم يدع الخلافة ولكن لما اجتمعت قريش على أبى بكر يبايعونه قالت لهم الأنصار أما إذا خالفتم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيه وخليفته وابن عمه فلستم أولى منا بهذا الأمر فبايعوا من شئتم ونحن معاشر الأنصار نبايع سعد بن عبادة فلما سمع سعد ذلك قال لا والله لا أبيع ديني بدنياي ولا أبدل الكفر بالايمان ولا أكون خصما لله ورسوله ولم يقبل ما اجتمعت عليه الأنصار فلما سمعت الأنصار قول سعد سكتت وقوى أمر أبى بكر.
وقال آخرون دعوى سعد الخلافة أمر كاد ان يبلغ أو بلغ حد التواتر وكتب السير ناطقة بان الأنصار هم الذين سبقوا المهاجرين إلى دعوى الخلافة فلم يتم لهم الامر وما زعمه بعضهم خلاف المشهور. فقد روى أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري في التاريخ ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض اجتمعت الأنصار