أبو أيوب إلى معاوية اما بعد فإنك كتبت لا تنسى الشيباء أبا عذرها ولا قاتل بكرها فضربتها مثلا لقتل عثمان وما نحن وما قتل عثمان ان الذي تربص بعثمان وثبط يزيد بن أسد وأهل الشام عن نصرته لأنت وان الذي قتلوه لغير الأنصار وكتب في آخر كتابه:
لا توعدنا ابن حرب إننا نفر * لا نبتغي ود ذي البغضاء من أحد فاسعوا جميعا بنوا الأحزاب كلكم * لسنا نريد رخاكم آخر الأبد نحن الذين ضربنا الناس كلهم * حتى استقاموا وكانوا بيني الأود فالعام قصرك منا ان ثبت لنا * ضرب يزايل بين الرأس والجسد اما على فانا لا نفارقه * ما رقرق الأل في الداوية الجرد اما تبدلت منا بعد نصرتنا * دين الرسول أناسا ساكني الجند لا يعرفون أضل الله سعيهم * الا اتباعكم يا راعى النقد لقد بغى الحق هضما شر ذي كلع * واليحصبيون طرا بيضة البلد قال فلما أتى معاوية كتاب أبى أيوب كرهه.
وأخرج الكشي باسناده عن محمد بن سليمان قال قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فأتيناه فأهدينا له قال فقعدنا عنده فقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن النبي أمرني بقتال القاسطين والمارقين والناكثين وقاتلت القاسطين وإنا نقاتل إن شاء الله بالسعفات بالطرافات بالنهروانات وما أدري أنى هي.
قال المؤلف ثم شهد أبو أيوب (ره) وقعة النهروان مع أمير المؤمنين وهو على مقدمته فقاتل المارقين أيضا كما أمره النبي صلى الله عليه وآله بذلك.
ولما أخرج معاوية يزيد على الصائفة وهي غزوة الروم - وإنما سميت الصائفة لأنهم يغزون صيفا لمكان البرد والثلج - خرج معه أبو أيوب الأنصاري رغبة في جهاد المشركين فمرض في أثناء الطريق ولما صاروا على الخليج ثقل أبو أيوب