يأمركن ولا تعصينه فتهلكن بمعصيته ثم قال يا علي أوصيك بهن فامسكهن ما أطعن الله وأطعنك وأنفق عليهن من مالك وأمرهن بأمرك وانههن عما يريبك وخل سبيلهن ان عصينك فقال على " ع " يا رسول الله إنهن نساء وفيهن الوهن وضعف الرأي فقال ارفق بهن ما كان الرفق بهن أمثل فمن عصاك منهن فطلقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها قال وكان نساء النبي قد صمتن فلم يقلن شيئا وتكلمت عائشة فقالت يا رسول الله ما كنا لتأمرنا بالشئ فنخالفه إلى ما سواه فقال لها بلى يا حميراء قد خالفت أمري أشد الخلاف وأيم الله لتخالفين قولي هذا ولتعصينه بعدي ولتخرجن من البيت الذي أخلفك فيه متبرجة قد حف بك فئام من الناس فتخالفيه ظالمة عاصية لربك ولينبحنك في طريقك كلاب الحوأب ألا ان ذلك كائن ثم قال قمن فانصرفن إلى منازلكن فقمن وانصرفن قال ثم إن رسول الله جمع أولئك النفر ومن مالاهم على على " ع " وطابقهم على عداوته ومن كان من الطلقاء والمنافقين وكانوا زها. أربعة آلاف رجل فجعلهم تحت يد أسامة بن زيد مولاه وأمره عليهم وأمرهم بالخروج إلى ناحية من الشام فقالوا يا رسول الله انا قدمنا من سفرنا الذي كنا فيه معك ونحن نسألك ان تأذن لنا في المقام لنصلح من شأننا يصلحنا في سفرنا قال فأمرهم ان يكونوا في المدينة ربث اصلاح ما يحتاجون إليه وامر أسامة بن زيد فعسكر بهم على أميال من المدينة فأقام بهم بمكانه الذي حده له رسول الله صلى الله عليه وآله منتظرا القوم ان يوافوه إذا فرغوا من أمورهم وقضاء حوائجهم وإنما أراد رسول الله بما صنع من ذلك أن تخلوا المدينة منهم ولا يبقى بها أحد من المنافقين قال فهم على ذلك من شأنهم ورسول الله يحثهم ويأمرهم بالخروج والتعجيل إلى الوجه الذي نديهم إليه إذ مرض رسول الله مرضه الذي توفى فيه فلما رأوا ذلك تباطؤا عما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله من الخروج فامر قيس بن عبادة وكان سياف رسول الله والحباب بن المنذر في جماعة من الأنصار ان يرحلوا بهم إلى عسكرهم فأخرجهم قيس بن سعد والحباب بن
(٣٠٤)