من هؤلاء ممن سقط عنى إحصاء عددهم فقال الفتى يا أبا عبد الله ما هؤلاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أنقلب الناس أجمعون بسببهم فقال حذيفة إن في هؤلاء رؤس القبائل وأشرافها وما من رجل من هؤلاء إلا ومعه خلق عظيم يسمعون له ويطيعونه واشربوا في قلوبهم من أبى بكر كما اشرب في قلوب بني إسرائيل من حب العجل والسامري حتى تركوا هارون واستضعفوه قال الفتى فإني أقسم بالله حقا حقا إني لا أزال لهم مبغضا وإلى الله منهم ومن أفعالهم متبرئا ولازلت لأمير المؤمنين " ع " مواليا ولأعدائه معاديا ولألحقن به وإني لأؤمل ان ارزق الشهادة معه وشيكا إن شاء الله ثم ودع حذيفة وقال هذا وجهي إلى أمير المؤمنين " ع " فخرج إلى المدينة واستقبله أمير المؤمنين وقد شخص من المدينة يريد العراق فصار معه إلى البصرة فلما التقى أمير المؤمنين " ع " مع أصحاب الجمل كان ذلك الفتى أول من قتل من أصحاب أمير المؤمنين وذلك لما صف القوم واجتمعوا على الحرب أحب أمير المؤمنين " ع " ان يستظهر عليهم بدعائهم إلى القرآن وحكمه فدعا بمصحف وقال من يأخذ هذا المصحف يعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه فيحيى ما أحياه ويميت ما أماته قال وقد شرعت الرماح بين العسكرين حتى لو أراد أمرؤ ان يمشى عليها لمشى قال فقام الفتى فقال يا أمير المؤمنين انا آخذه وأعرضه عليهم وادعوهم إلى ما فيه قال فاعرض عنه أمير المؤمنين ثم نادى الثانية من يأخذ هذا المصحف فيعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه فلم يقم إليه أحد فقام الفتى فقال يا أمير المؤمنين أنا آخذه وأعرضه عليهم وادعوهم إلى ما فيه قال فاعرض عنه أمير المؤمنين " ع " ثم نادى الثالثة فلم يقم إليه أحد من الناس إلا الفتى فقال انا آخذه وأعرضه عليهم وادعوهم إلى ما فيه فقال أمير المؤمنين انك أن فعلت فأنت مقتول فقال والله يا أمير المؤمنين ما شئ أحب إلى من أن ارزق الشهادة بين يديك وان اقتل في طاعتك فأعطاه أمير المؤمنين " ع " المصحف فتوجه به نحو عسكرهم فنظر إليه أمير المؤمنين " ع " وقال إن الفتى ممن حشا الله
(٣٠٨)