فقال بخ بخ من مثلك لقد أصبحت أمين هذه الأمة ثم تلا (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيدهم وويل لهم مما يكسبون) لقد أشبه هؤلاء رجال في هذه الأمة يستخفون من الناس ولا يستحقون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ثم قال صلى الله عليه وآله لقد أصبح في هذه الأمة في يومى هذا قوم ضاهوهم في صحيفتهم التي كتبوها علينا وعلقوها في الكعبة وان الله تعالى يعذبهم عذابا ليبتليهم ويبتلي من يأتي من بعدهم تفرقة بين الخبيث والطيب ولولا أنه تعالى أمرني بالاعراض عنهم للامر الذي هو بالغه لقدمتهم فضربت أعناقهم قال حذيفة فوالله لقد رأينا هؤلاء النفر عند ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله هذه المقالة ولقد أخذتهم الرعدة فما يملك أحد من نفسه شيئا ولم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله ذلك اليوم ان رسول الله إياهم عنى بقول ولهم ضرب تلك الأمثال بما تلا من القرآن قال ولما قدم رسول الله من سفره ذلك نزل منزل أم سلمة زوجته فأقام بها شهرا لا ينزل منزلا سواه من منازل أزواجه كما كان يفعل قبل ذلك قال فشكت عائشة وحفصة ذلك إلى أبويهما فقالا لهما انا لا نعلم لم صنع ذلك ولأي شئ هو أمضيا إليه فلاطفاه في الكلام وخادعاه عن نفسه فإنكما تجد أنه حييا كريما فلعلكما تسلان ما في قلبه وتستخرجان سخيمته قال فمضت عائشة وحدها إليه فأصابته في منزل أم سلمة وعنده علي بن أبي طالب " ع " فقال لها النبي ما جاء بك يا حميراء قالت يا رسول الله أنكرت نخلفك عن منزلك هذه المدة وانا أعوذ بالله من سخطك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله لو كان الامر كما تقولين لما أظهرت سرا أوصيتك بكتمانه لقد هلكت وأهلكت أمة من الناس قال ثم أمر خادمة أم سلمة فقال اجمعي لي هؤلاء يعنى نساءه فجمعتهن له في منزل أم سلمة فقال لهن أسمعن ما أقول لكن وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب " ع " فقال لهن هذا أخي ووصى ووارثي والقائم فيكن وفى الأمة من بعدي فاطعنه فيما
(٣٠٣)