رسول الله صلى الله عليه وآله قد دخل المسجد وهو بتلك الحالة العظيمة من المرض أعظموا ذلك وتقدم رسول الله فجذب أبا بكر من ورائه فنحاه عن المحراب وأقبل أبو بكر والنفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله وهو جالس وبلال يسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته ثم التفت فلم ير أبا بكر فقال أيها الناس الا تعجبون من ابن أبي قحافة وأصحابه الذين أنفذتهم وجعلتهم تحت يد أسامة وأمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا إليه فخالفوا ذلك ورجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة ألا وان الله قد أركسهم فيها عرجوا بي إلى المنبر فقام وهو مربوط حتى قعد على أدبي مرقاة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انني قد جاءني من أمر ربى ما الناس صائرون إليه وإن قد تركتكم على المحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل أيها الناس لأحل لكم إلا ما أحله القرآن ولا أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن وإني مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الخليفتان وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فأسألكم ماذا خلفتموني فيهما وليذادن يومئذ رجال عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل فيقول انا فلان وانا فلان فنقول اما الأسماء ففد عرفت ولكنكم ارتددتم من بعدي فسحقا لكم سحقا ثم نزل عن المنبر وعاد إلى حجرته ولم يظهر أبو بكر وأصحابه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وكان من أمر الأنصار وسعيد في السقيفة ما كان فمنعوا أهل بيت نبيهم حقوقهم التي جعلها الله عز وجل واما كتاب الله فمزقوه كل ممزق وفيما أخبرتك يا أخا الأنصار من خطب معتبر لمن أحب الله هدايته فقال الفتى صم لي القوم الآخرين الذين حضروا الصحيفة فقال حذيفة هم أبو سفيان وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية بن خلف وسعيد بن العاص وعياش بن أبي ربيعة وبشر بن سعيد وسهيل بن عمر وحكيم بن حزام وصهيب بن سنان وأبو الأعور السلمي ومطيع بن الأسود المدوي وجماعة
(٣٠٧)