قديما في أول الإسلام.
وقال غيره أسلم عمار بعد بضعة وثلاثين رجلا والنبي في دار الأرقم بن أبي الأرقم وكان يعذب هو وأخوه وأبوهما وأمهما في الله عذابا عظيما وكان رسول الله يمر بهم وهم يعذبون فيقول صبرا يا آل ياسر فان موعدكم الجنة ويقول لهم صبرا يا آل ياسر اللهم أغفر لآل ياسر وقد فعلت وكانت سمية أم عمار من الخيرات الفاضلات وهي أول شهيدة في الاسلام وقد كانت قريش أخذت ياسرا وسمية وابنيهما وبلال وجنابا وصهيبا فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فاعطوهم ما سألوا من الكفر وسب النبي صلى الله عليه وآله بألسنتهم واطمأن الأيمان في قلوبهم ثم جاء إلى كل واحد منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فالقوهم فيها ثم حملوا بجوانبها فلما كان العشى جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث ثم وجأها بحربة في قلبها فماتت وهي أول من أستشهد في الاسلام فقال عمار للنبي صلى الله عليه وآله يا رسول الله بلغ العذاب من أمي كل مبلغ فقال صبرا يا أبا اليقظان اللهم لا تعذب أحدا من آل ياسر بالنار وفيهم انزل (ألا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان).
قال أبو عمرو: هذا مما أجمع أهل التفسير عليه.
وهاجر عمار مع النبي إلى المدينة فكان من المهاجرين الأولين وصلى القبلتين وشهد بدرا والمشاهد كلها وأبلى بلاء حسنا وأختلف في هجرته إلى الحبشة فقال أبو عمرو أنه هاجر إليها وقيل لم يهاجر.
روى ابن عباس أنه قال في قوله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) انه عمار بن ياسر (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) أنه أبو جهل بن هشام.
وعن علي " ع " قال: أستأذن عمار على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ائذنوا له مرحبا بالطيب ابن الطيب.