فإني لجالس مع الأحنف نستنشي الأخبار إذا بجون بن قتادة ابن عمى مقبلا فقمت إليه فاعتنقته وسألته عن الخبر فقال أخبرك العجب خرجت وانا لا أريد أن أبرح الحرب حتى يحكم الله بين الفريقين فبينا انا واقف مع الزبير إذ جاءه رجل فقال ابشر أيها الأمير فان عليا لما رأى ما أعد الله من هذا الجمع نكص على عقبيه وتفرق عنه أصحابه وأتاه آخر فقال له مثل ذلك فقال له الزبير ويحكم أبو الحسن يرجع والله لو لم يجد الا العرفج لدان إلينا فيه ثم أقبل رجل فقال أيها الأمير ان نفرا من أصحاب على فارقوه ليداخلو معنا منهم عمار بن ياسر فقال الزبير كلا ورب الكعبة ان عمارا لا يفارقه ابدا فقال الرجل بلى والله مرارا فلما رأى الزبير ان الرجل ليس راجعا عن قوله بعث معه رجلا آخر وقال اذهبا فانظرا فعادا وقالا ان عمارا قد اتاك رسولا من عند صاحبه قال جون فسمعت والله الزبير يقول وانقطاع ظهراه وا جدع أنفاه واسوداد وجهاه ويكرر ذلك مرارا ثم أخذته رعدة شديدة فقلت والله ان الزبير ليس بجبان وأنه لمن فرسان قريش المذكورين وان لهذا الكلام لشأنا لا أريد ان أشهد مشهدا يقول أميره هذه المقالة فرجعت إليكم ولم يكن إلا قليلا حتى مر الزبير بنا تاركا للقوم فاتبعه عمر ابن جرموز فقتله.
وأخرج الشيخ الطوسي في أماليه عن موسى بن عبد الله الأسدي قال لما انهزم أهل البصرة أمر علي بن أبي طالب " ع " ان تنزل عائشة قصر بنى خلف فلما نزلت جائها عمار بن ياسر فقال لها يا أمه كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف فقالت استبصرت يا عمار من أجل انك غلبت قال انا أشد استبصارا من ذلك اما والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا انا على لحق وانكم على الباطل فقالت له عائشة أهكذا يخيل لك أتق الله يا عمار فان سنك قد كبر ودق عظمك وفنى أجلك وأذهبت دينك لابن أبي طالب فقال عمار أنى والله اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فرأيت أن عليا أقرأهم لكتاب الله