عليكم من أمور دينكم إليه وهو مستغن عن كل أحد منكم إلى ماله من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه فمالكم تحيدون عنه وتغيرون على حقه وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة بئس للظالمين بدلا أعطوه ما جعله الله له ولا تولوا عنه مدبرين ولا ترتدوا على (1) أدباركم فتنقلبوا خاسرين.
وشهد عمار قتال اليمامة في زمن أبى بكر فأشرف على صخرة وقال يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون إلى إلى أنا عمار بن ياسر وقطعت أذنه وهو يقاتل أشد قتال.
واستعمله عمر على الكوفة وكتب معه إليهم كتابا مضمونه أنى بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وأنهما لمن النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله من أهل بدر فاسمعوا لهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بهما على نفسي.
وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال رأيت عمارا وقد اشترى قتا بدرهم فاستزاد حبلا فأبى فجاذبه حتى قسمه نصفين وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة فقيل لعمران عمارا لا يحسن السياسة فعزله فلما ورد عليه قال له أساءك عزلنا إياك قال لئن قلت ذاك لقد سائني حين استعملتني وساءني حين عزلتني.
وعن سالم بن أبي الجعد أن عمر جعل عطاء عمار ستة آلاف.
وروى الجوهري قال قام عمار يوم بويع عثمان فنادى يا معشر المسلمين إنا قد كنا وما كنا نستطيع الكلام قلة وذلة فأعزنا الله بدينه وأكرمنا برسوله فالحمد لله رب العالمين يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مرة وهاهنا مرة ما أنا امن أن ينزعه الله منكم ويضعه في غيركم كما زعمتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله فقال له هشام بن المغيرة يا بن سمية لقد عدوت طورك وما عرفت قدرك ما أنت وما رأت قريش لأنفسها أنك لست في شئ من أمرها وإمارتها فتنح عنها وتكلمت قريش بأجمعها فصاحوا بعمار فانتهروه فقال