ابن عباس وقتادة لما هاجر النبي أسر أبو جهل عمارا وجعل يمسح رأسه وعفره وبقر بطن أمه وجعل يقول سب محمدا أو لأقتلنك فسبه ونجا وهرب فقال قومه عند النبي كفر عمار فقال النبي أن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الأيمان بلحمه ودمه، وجاء عمار إلى النبي باكيا فقيل له كيف أفلت قال وكيف يفلت من يسب رسول الله صلى الله عليه وآله ويذكر آلهتم بخير فجعل النبي يمسح عينيه ويقول إن عادوا لك فعد لهم بما قلت فجاء جبرئيل " ع " يقول (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان).
وعن أحمد بن يونس قال سمعت أبا بكر بن عياش في قوله (امن هو قانت آناء الليل ساجدا) قال ساعات الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قال عمار (هل يستوي الذي يعلمون) قال عمار (والذين لا يعلمون) قال مواليه بنى المغيرة.
وأخرج الكشي في رجاله عن فضيل الرسان قال سمعت أبا داود وهو يقول حدثني بريدة الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الجنة تشتاق إلى ثلاثة قال فجاء أبو بكر فقيل له يا أبا بكر أنت الصديق وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار فلو سألت رسول الله صلى الله عليه وآله من هؤلاء الثلاثة قال أنى أخاف أن أسأله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو تيم قال ثم جاء عمر فقيل له يا أبا حفص ان رسول الله قال إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة وأنت الفاروق أنت الذي ينطق الملك على لسانك فلو سألت رسول الله من هؤلاء الثلاثة فقال انى أخاف ان أسأله فلا أكون منهم فيعيرني بذلك بنو عدى ثم جاء على " ع " فقيل له يا أبا الحسن ان رسول الله قال إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة فقال " ع " أسأله أن كنت منهم حمدت الله فان لم أكن منهم حمدت الله قال: فقال على " ع " يا رسول الله أنك قلت إن الجنة لتشتقاق إلى ثلاثة فمن هؤلاء قال أنت منهم وأنت أولهم وسلمان الفارسي فإنه قليل الكبر وهو لك ناصح فاتخذه لنفسك وعمار بن ياسر يشهد معك مشاهد غير واحدة ليس منها إلا وهو فيها كثير خيره ضيئ نوره عظيم أجره.