وحرم وأحتقر ثم مات وحيدا غريبا اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجرة حرم الله وحرم رسول الله قال فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا آمين فقدمت الشاة التي صنعت فقالت أنه أقسم عليكم ان لا تبرحوا حتى تتغدوا فتغدينا وارتحلنا.
وذكر أبو عمرو بن عبد البر في كتاب الاستيعاب قال لما حضرت أبا ذر الوفاة وهو بالربذة بكت زوجة أبي ذر فقال ما يبكيك فقالت ما لي لا أبكى وأنت تموت بفلاة من أرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا ولا بد لي من القيام بجهازك فقال أبشري ولا تبكي فإني سمعت رسول الله يقول لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران ويحتسبان فلا يريان النار أبدا وقد مات لنا ثلاثة من الولد وسمعت أيضا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لنفر أنا فيهم ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة وانا لا أشك أنى ذلك الرجل والله ما كذب ولا كذبت فانظري الطريق قالت أم ذر فقلت أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطريق فقال:
اذهبي وتبصري قالت فكنت أشتد إلى الكثيب فاصعد وأنظر ثم أرجع إليه فأمرضه فبينما انا وهو على هذه الحالة إذ أنا برجال على ركابهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم فأسرعوا إلى حتى وقفوا على وقالوا يا أمة الله مالك فقلت أمرؤ من المسلمين يموت تكفنونه قالوا ومن هو؟ قلت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قلت نعم قالت ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه فقال:
إني أبشروا سمعت رسول الله يقول لنفر أنا فيهم ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر الا وقد هلك في قرية وجماعة والله ما كذبت ولا كذبت ولو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم لم أكفن إلا في ثوب هو لي ولها وأنشدكم الله أن ألا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا أو نقيبا قالت وليس في أولئك النفر إلا وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال له انا أكفنك يا عم في ردائي هذا وفى ثوبين معي