إلا مخدرة ولا ظل يظلني إلا ظل شجرة فاعطني خادما وغنيمات أعيش بها فحول وجهه عنه فتحول إلى السماط الآخر فقال مثل ذلك فقال له حبيب بن سلمة لك عندي يا أبا ذر ألف درهم وخادم وخمس مائة شاة فقال أبو ذر أعط خادمك والفك وشويهاتك إلى من هو أحوج منى إلى ذلك فإني إنما أسأل حقي في كتاب الله تعالى فجاء على " ع " فقال له عثمان الا تغنى عنا سفيهك هذا قال " ع " أي سفيه قال أبو ذر قال على " ع " ليس بسفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون أن يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم قال عثمان التراب في فيك قال على " ع " التراب في فيك أنشد بالله ممن سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك لأبي ذر فقام أبو هريرة وغيره فشهدوا بذلك فولى على ولم يجلس.
ومن كلام أبي ذر (رض) الدنيا ثلاث ساعات ساعة مضت وساعة أنت فيها وساعة لا تدرى أتدركها أم لا فلست تملك بالحقيقة إلا ساعة واحدة إذا الموت من ساعة إلى ساعة.
وروى أنه قال قتلني هم يوم لم أدركه قيل وكيف ذلك يا أبا ذر قال إن أملى جاوز أجلى.
وعن أبي عبد الله عن أبيه " ع " أنه قال في خطبة أبي ذر يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ومال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت إلى غيرهم، الدنيا والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره، وما بين البعث والموت إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها، يا جاهل العلم تعلم العلم فان قلبا ليس فيه شرف العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له.
عن أبي جعفر " ع " عن أبي ذر أنه قال يا باغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله فإنك مرتهن بعملك كما ندين تدان، يا باغي العلم صل قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلى فيه، إنما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فانصت