في عيبتي من غزل أمي فقال أبو ذر أنت فكفني فمات فكفنه الأنصاري.
قال أبو عمرو كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر بالربذة مصادفة جماعة منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الحارث الأشتر (ره).
قلت: حجر بن الأدبر هو حجر بن عدي الذي قتله معاوية وهو من أعلام الشيعة وعظمائها وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى.
وفى معالم التنزيل: ان أبا ذر ره لما أخرجه عثمان إلى الربذة فأدركته بها منيته ولم يكن أحد معه إلا امرأته وغلامه فأوصاهما ان اغسلاني وكفناني ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولا له هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فأعينوني على دفنه فلما مات فعلا فاقبل عبد الله بن مسعود في رهط من العراق فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها وقام إليه الغلام وقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فأعينوني على دفنه فاستهلت عين ابن مسعود يقول صدق رسول الله صلى الله عليه وآله تمشى وحدك وتموت وحدك ونبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه بالتراب ثم حدثهم عبد الله بن مسعود حديثه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله في مسيره إلى تبوك وكانت وفاة أبي ذر (ره) في سنة إحدى وقيل اثنين وثلاثين من الهجرة في خلافة عثمان.
والغفاري بكسر الغين المعجمة وفتح الفاء بعد الألف راء مهملة إلى بنى غفار على وزن كتاب وهو غفار بن مليل بن ضمرة بطن من كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
والربذة: التي نفى إليها أبو ذر هي بفتح الراء المهملة والباء الموحدة والذال المعجمة على وزن قصبة، قال في القاموس هي مدفن أبي ذر الغفاري قرب المدينة وقال الفيومي في المصباح هي قرية كانت عامرة في صدر الإسلام وبها قبر أبي ذر الغفاري وهي في وقتنا هذا دارسة لا يعرف بها رسم وهي من المدينة في جهة الشرق على طريق الحاج نحو ثلاثة أيام هكذا أخبرني به جماعة من أهل المدينة