له حتى فرغ من حاجته وكذلك المرء المسلم بإذن الله ما دام في الصلاة لم يزل الله ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته: يا باغي العلم تصدق قبل ان لا تعطى شيئا ولا جمعه، إنما مثل الصدقة وصاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم لا تقتلوني أضربوا لي أجلا أسعى في رجالكم كذلك المرء المسلم بإذن الله كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته حتى يتوفى الله أقواما وهو عنهم راض ومن رضي الله عنه فقد أمن من النار: يا باغي العلم ان هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شرفا ختم على فمك كما تختم على ذهبك وعلى رزقك، يا باغي العلم ان هذه الأمثال ضربها الله للناس وما يلعقها إلا العالمون.
وأخرج الكشي عن حلام بن أبي ذر الغفاري وكانت له صحبة قال مكث أبو ذر (ره) بالربذة حتى مات فلما حضرته الوفاة قال لامرأته إذبحي شاة من غنمك فاصنعيها فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق فأول ركب تريهم قولي يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى نحبه ولقى ربه فأعينوني عليه وأجيبوه فان رسول الله أخبرني انى أموت في أرض غربة وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة على رجال من أمتي صالحون.
وعن محمد بن علقمة الأسود النخعي قال خرجت في رهط أريد الحج منهم مالك بن الحرث الأشتر وعبد الله بن الفضل التميمي ورفاعة بن شداد البجلي حتى قدمنا الربذة فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله قد هلك غريبا ليس له أحد يعينني عليه قال فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا واسترجعنا على عظم المصيبة ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء وتعاونا على غسله حتى فرغنا منه ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى عليه ثم دفناه فقام الأشتر على قبره ثم قال اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله عبدك في العابدين وجاهد فيك المشركين لم يغير ولم يبدل لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفى