رأيت احفظ منى ان كان ليصلي فيبدع الآية فيركع ثم يقوم فإذا قال ولا الضالين رجع إلى الموضع الذي ركع فيقرأها وينظمها انتظاما لا يعلم أحدا ممن رآه ما صنع الا حافظ كتاب الله تعالى.
(وحكى المسعودي) في مروج الذهب قال لما هم الحسين " ع " بالخروج إلى العراق اتاه عبد الله بن عباس فقال يا بن عم قد بلغني انك نريد الخروج إلى العراق وانهم أهل غدر وانما بدعوتك إلى الحرب فلا تعجل فان أبيت الا محاربة هذا الجبار وكرهت المقام بمكة فاشخص إلى اليمن فإنها في عزلة ولك فيها أنصار وأعوان فأقم بها ومث دعاتك واكتب إلى أهل الكوفة وأهل العراق ليخرجوا أميرهم فان قووا على ذلك ونفوه عنها ولم يبقى بها فنعم واما انا لغدرهم بآمن وان لم يفعلوا أقمت مكانك إلى أن يأتي الله بأمره فان فيها حصونا وشعابا فقال الحسين " ع " يا بن عم انى لأعلم انك لي ناصح وعلى شفيق ولكن مسلم بن عقيل كتب إلى باجتماع أهل الكوفة على نصرتي وبيعتي وقد أجمعت على المسير إليهم فقال إنهم من خبرت وجريت وهم أصحاب أبيك وأخيك وانك لو خرجت فبلغ ابن زياد خروجك لاستفزهم وكان الذين كتبوا إليك أشد، عليك من عدوك فان عصيتني وأبيت الا الخروج فلا تخرجن نسائك وولدك معك فوالله انى لخائف ان تقتل ولولا يزرى بي وبك لأنشبت يدي في عنقك فكان الذي رد عليه ان قال والله لأن اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن نستحل بي مكة فآيس ابن عباس منه.
(وروى غيره) انه لما خرج الحسين من مكة إلى العراق ضرب عبد الله ابن عباس بيده على منكب ابن الزبير:
يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت ان تنقري * هذا الحسين سائر فابشري خلى الجو والله لك يا بن الزبير سار الحسين " ع " إلى العراق فقال ابن