أمير المؤمنين " ع " أنت كنت مملوء علما ولو لم يتحقق في ذلك حالا عن النبي صلى الله عليه وآله لما كان قد جعل غاية تقربه إلى الله وهو آخر كلام يكتب له ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ولو لم يعلم أن فيها النجاة لما جعلها آخر عمله فهذا مما يجب على خلق الله كافة أن يأتوا بمثل ما أتى به ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلمهم.
وتوفى ابن عباس رضى الله تعالى عنه بالطائف سنة ثمان وستين أيام ابن الزبير وقيل سنة تسع وستين وقيل سنة سبعين وقيل ثلاث وسبعين وهو أضعفها وله من العمر سبعون سنة وقيل إحدى وسبعين سنة وقيل أربع وسبعين ودفن بالطائف وصلى عليه محمد بن الحنفية (رض) وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وضرب على قبره فسطاطا.
(وحدث جماعة) من المحدثين قالوا حضرنا جنازة عبد الله بن عباس فلما وضع ليصلى عليه جاء طائر عظيم أبيض من قبل وجهه يقال أنه الغرنوق فوقع على أكفانه ودخل فيها فالتمس فلم يوجد حتى الساعة وكانوا يرون أنه علمه فلما سوى عليه التراب سمع قائل يسمع صوته ولا يرى شخصه يتلو هذه الآية:
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) فأغرب ابن الضحاك فيما أخرجه عن أبي بكر بن أبي عاصم أن ابن عباس مات بمكة وقبره بالطائف لا يختلف فيه اثنان.
(قالت العامة) مرويات بن عباس في كتب الحديث الف وستمائة وستون. وكان له من الولد العباس وبه كان يكنى وعلى السجاد الفضل ومحمد وعبد الله ولبانة وأسماء (قال المؤلف عفى عنه) زرت قبر عبد الله بن العباس مرارا بالطائف وهو معظم بتلك الديار وعليه قبة عظيمة يقصده الناس للزيارة من الأطراف وينذرون له النذور ويعتقدون فيه اعتقادا عظيما وهو أهل لذلك رحمه الله تعالى.
(ويقال) ما رؤى قبور أخوة أكثر تباعدا من قبور بنى العباس قبر عبد الله بالطائف وقبر عبيد الله بالمدينة وقبر قثم بسمرقند وقبر عبد الرحمن بالشام وقبر معبد بأفريقية.