ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب " ع " وفضائله من يوم خلق الله الدنيا ان يفنيها ما بلغوا معشار ما اتاه الله تبارك وتعالى.
(وحكى) ان عمر بن أبي ربيعة أتى عبد الله بن العباس وهو في حلقة في المسجد الحرام فقال له أمتعني الله بك ان نفسي قد تاقت إلى قول الشعر وقد أكثر الناس في الشعر فاسمع حتى أنشدك فاقبل عليه ابن وقال هات فأنشده:
تشط غدا دار جيراننا فقال ابن عباس:
وللدار بعد غد أبعد قال عمر والله ما قلت الا كذا فهل سمعته أصلحك الله قال لا ولكن كذلك ينبغي ثم أنشده:
امن آل نعم أنت غاد فمبكر * غداة غد أم رائح فمهجر حتى أتى على آخرها فلم يعب شيئا وقال أنت شاعر ماذا شئت فقل فلما قام عمر قال نافع بن الأزرق الله يا بن عباس انا لنضرب إليك أكباد الإبل من أقاصي الأرض لنسألك عن الحلال والحرام فتعرض عنا ويأتيك مترف من مترفي قريش قد عطر لحيته بالغالية يلحف أذياله بالحصى وينشد شعرا:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت * فيجزى بالعشي فيخسر فقال ابن عباس ليس هكذا أنشدني الرجل قال كيف أنشدك قال:
رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت * فيضحي وأيما بالعشي فيخصر قال ما أراك إلا قد حفظت البيت قال نعم وان شئت ان أنشدك القصيدة أنشدتكها قال فأنى أشاء فأنشده القصيدة حتى أتى على آخرها هي سبعون بيتا فقال له نافع يا بن عباس أسمعت هذا الشعر قبل اليوم قال لا ورب هذه البنية قال ما رأيت احفظ منك قال لو رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع "