لقائده استقبل في وجه ابن الزبير وارفع من صدري وكان ابن عباس قد كف بصره فاستقبل به قائده وجه ابن الزبير وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ثم قال يا بن الزبير شعرا:
قد أنصف القارة من راماها * إنا إذا ما فئة نلقاها نرد أولاها على أخراها * حتى تصير حرضا دعواها يا بن الزبير اما العمى فان الله تعالى يقول فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور واما فتياي في القملة والنملة فان فيها حكمين لا تعلمهما أنت ولا أصحابك واما حمل المال فإنه كان مالا جبيناه فأعطينا كل ذي حق حقه وبقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فأخذناه بحقنا واما المتعة فسأل أمك اسما إذا نزلت عن بردى عوسجة واما قتالنا أم المؤمنين فبنا سميت أم المؤمنين لا بك ولا بأبيك فانطلق أبوك وخالك إلى حجاب مده الله عليها فهتكاه عنها ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها وصانا حلائلهما في بيوتهما فما أنصفا الله ولا محمدا من أنفسهما إذ أبرزا زوجة نبيه صلى الله عليه وآله وصانا حلائلهما واما قتالنا إياكم فانا لقيناكم زحفا فان كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا وان كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا وأيم الله لولا مكان صفية فيكم ومكان خديجة فينا لما تركت لبني أسد بن عبد العزى عظما الا كسرته فلما عاد ابن الزبير إلى أمه سألها عن بردى عوسجة فقالت ألم أنهك عن ابن عباس وعن بنى هاشم فإنهم كعم الجواب إذا بدهوا فقال بلى وعصيتك فقالت يا بنى احذر هذا الأعمى الذي ما أطاقته الأنس والجن واعلم أن عنده فضايح قريش ومخازيها بأسرها فإياك وإياه إلى اخر الدهر فقال أيمن بن خزيم بن مالك الأسدي:
يا بن الزبير لقد لاقيت بائقة * من البوائق فالطف لطف محتال لاقيته هاشميا طاب منبته * في مغرسيه كريم العم والخال ما زال يقرع منك السمع مقتدرا * على الجواب بصوت مسمع عال