لكنا نريد أن نحدد عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة لندفنه لوصيته عندها ولو كان وصى بدفنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت انك أقصر باعا عن ردنا ولكنه كان اعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير اذنه ثم اقبل على عائشة وقال وا سوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين ان تطفئ نور الله وتقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين.
وهذا يخالف ما ذكرناه آنفا عن المسعودي والزبير أبن بكار أن أبن عباس لما مات الحسن " ع " كان بدمشق ولعل المراد بابن عباس الذي حضر بموت الحسن عبيد الله بن عباس لكن إذا أطلق ابن عباس لم يرد به الا عبد الله والله أعلم.
واخرج الشيخ أبو على الحسن بن محمد الطوسي قدس الله روحه في (أماليه) عن سعيد بن المسيب قال سمعت رجلا يسأل أبن عباس عن علي بن أبي طالب " ع " فقال صلى القبلتين وبايع البيعتين ولم يعبد صنما ولا وثنا ولم يضرب على رأسه بزلم ولا قدح ولد على الفطرة ولم يشرك بالله طرفة عين فقال الرجل انى لم أسألك عن هذا انما أسألك عن حمل سيفه على عاتقه يختال به حتى انى البصرة فقتل بها أربعين الف ثم سار إلى الشام فلقى حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتى قتلهم ثم أتى أهل النهروان وهم مسلمون فقتلهم عن آخرهم فقال له ابن عباس أعلي " ع " اعلم عندك أم انا فقال لو كان على اعلم عندي منك ما سألتك فغضب ابن عباس حتى اشتد غضبه ثم قال ثكلتك أمك على علمني وكان علمه من رسول الله صلى الله عليه وآله علمه الله من فوق عرشه فعلم النبي صلى الله عليه وآله من الله وعلم على " ع " من النبي صلى الله عليه وآله وعلى من علم على " ع " وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله كلهم في علم على " ع " كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر.
واخرج الموفق في مناقبه عن سعيد بن جبير قال بلغ ابن عباس ان قوما يقعون في علي " ع " فقال لابنه علي بن عبد الله خذ بيدي فاذهب بي إليهم فاخذ