وذلك أن ابن عباس أحد تلامذته والآخذين العلم عنه وهو الذي يقول كان أمير المؤمنين " ع " يجلس بيننا كأحدنا ويداعبنا ويبسطنا ويقول والله ما ملأت طرفي منه قط هيبة له فكيف يجوز من مثل من وصفناه التقدم على أمير المؤمنين في الفتيا واظهار الخلاف عليه في الدين لا سيما في الحال التي هو مظهر له فيه الاتباع والتعظيم والتبجيل وكيف ندم على احراقهم وقد أحرق في آخر زمانه (" ع ") الاحد عشر الذين ادعوا فيه الربوبية أفتراه ندم على ندمه الأول كلا ولكن الناصبة تتعلق بالهباء المنثور.
(وقال) ابن أبي الحديد وهل اخذ عبد الله بن عباس الفقه وتفسير القرآن إلا عنه عليه السلام.
(وروى) الكشي وغيره ان ابن عباس حمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا " ع " ووقع بين أمير المؤمنين " ع " وبينه مكاتبات شنيعة من اجل ذلك وهي مذكورة في كتاب الكشي وبعضها في نهج البلاغة وأنكر المحققون من العلماء ذلك وقالوا ان ذلك لم يكن ولا فارق عبد الله بن عباس عليا ولا بابنه ولا خالفه ولم يزل أميرا على البصرة إلى أن قتل " ع "، قال ابن أبي الحديد وهذا هو الأمثل عندي والأصوب أي لم يفارق أمير المؤمنين " ع ".
(قال المؤلف) عفا الله عنه: ومما يدل على أن ابن عباس لم يفارق أمير المؤمنين إلى أن قتل ما رواه المؤيد الخوارزمي في مناقبه عن عثمان بن المغيرة قال لما ان دخل شهر رمضان كان " ع " يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين (" ع ") وليلة عند ابن عباس لا يزيد على ثلاث لقم يقول يأتيني أمر الله وانا خميص انما هي ليلة أو ليلتان فأصيب من الليل.
(وروى) ذلك أيضا مصنف كتاب زهد علي بن أبي طالب " ع ".
(روى) أبو الفرج الأصبهاني في كتاب (مقاتل الطالبين) ان عليا ولى غسله ابنه الحسن وعبد الله بن عباس.