الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وانها بيعة هدى وانه لم يقاتل القاسطين والناكثين فقال أبو موسى رحمك الله والله مالي امام غير على " ع " وإني لواقف عندما رأى وان حق الله أحب إلى من رضى معاوية وأهل الشام وما انا وأنت إلا بالله فقال بعض الشعراء في ذلك:
والله ما كلم الأقوام من بشر * بعد الوصي على كابن عباس أوصي ابن قيس بأمر فيه عصمته * لو كان فيها أبو موسى من الناس انى أخاف عليه مكر صاحبه * أرجو رجاء مخوف شيب بالياس وذكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري في (أماليه) قال قال عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد. حضرت الحكومة فلما كان يوم الفصل جاء عبد الله بن عباس فقعد إلى جانب أبى موسى وقد نشر اذنيه حتى كاد ان ينطق بهما فعلمت ان الأمر لا يتم لنا ما دام هناك وانه يفسد على عمرو حيلته فأعملت المكيدة في امره فجئت حتى قعدت عنده وقد شرع عمرو وأبو موسى في الكلام فكلمت ابن عباس كلمة استطعمته جوابها فلم يجب فكلمته الأخرى فلم يجب فكلمته ثالثة فقال انى لفي شغل عن جوابك الآن فجبهته وقلت يا بنى هاشم لا تتركون بأوكم وكبركم ابدا اما والله لولا مكان النبوة كان لي ولك شأن قال فحمى وغضب واضطرب فكره ورأيه فاسمعني كلاما يسوء سماعة فأعرضت عنه فقمت وقعدت إلى عمرو بن العاص وقلت قد كفيتك التقوا له، انى قد شغلت باله بما دار بيني وبينه فأحكم أنت امرك قال فذهل والله ابن عباس عن الكلام الدائر بين الرجلين حتى قام أبو موسى فخلع عليا.
(وروى) البلاذري في كتاب أنساب الأشراف قال قيل لعبد الله بن العباس ما منع عليا " ع " ان يبعثك يوم التحكيم قال منعه حاجز القدر ومحنة الابتلاء وقصر المدة اما والله لو كنت لقعدت على مدارج أنفاسه ناقضا ما أبرم ومبرما ما نقض أطير إذا سف وأسف إذا طار ولكن سبق قدر وبقى أسف ومع اليوم