غد والآخرة لأمير المؤمنين.
(وروى) ان ابن عباس هو الذي كتب كتاب الصلح بين أمير المؤمنين ومعاوية فلما كتب هذا ما قاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لمعاوية ابن أبي سفيان قال له عمرو ابن العاص امح أمير المؤمنين فانا لا نعرف فلو عرفنا انه أمير المؤمنين ما نازعناه فقال أمير المؤمنين " ع " لابن عباس امحه فقال ابن عباس لا امحوه فمحاه أمير المؤمنين " ع " وقال إن هذا اليوم كيوم الحديبية حينما كتبت الكتاب عن رسول الله صلى الله عليه وآله هذا ما تصالح عليه محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسهيل بن عمرو فقال سهيل لو اعلم انك رسول الله لم أخالف ولم أقاتلك انى إذا لظالم لك ان أمنعك ان تطوف بيت الله وأنت رسوله ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله امحها يا علي فقلت لا أمحو اسم الرسالة عنك فقال يا علي انى لرسول الله ومحمد بن عبد الله ولن يمحو عنى الرسالة كتابي لهم من محمد بن عبد الله فاكتبها فامح ما أراد محوه اما ان لك مثلي ستعطيها وأنت مضطهد، وفى (رواية) وقال على " ع " ان ذلك الكتاب انا كتبته بيننا وبين المشركين واليوم اكتبه إلى أبنائهم كما كان رسول الله كتبه إلى آبائهم شبها ومثلا فقال عمرو سبحان الله أتشبهنا بالكفار ونحن مسلمون فقال أمير المؤمنين " ع " يا بن النابغة ومتى لم تكن للكافرين وليا وللمسلمين عدوا فقام عمرو وقال والله لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد اليوم فقال على " ع " اما والله انى لأرجو ان يظهر الله عليك وعلى أصحابك.
(ومن مناكير العامة) ما رووه عن عكرمة ان عليا " ع " أحرق أناسا ارتدوا فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت انا لم أحرقهم بالنار وان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقوله صلى الله عليه وآله من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك عليا فقال ويح ابن أم الفضل انه لغواص وندم على احراقهم.
(قال) شيخنا المفيد قدس الله روحه وهذا من أظرف شئ سمع وأعجبه