معقود نيتك لكن الرحم التي تعطف عليك والأواصر التي توجب صرف النصحية إليك فقال معاوية لله درك يا بن عباس ما تكشف الأيام منك الا عن سيف صقيل ورأي أصيل وبالله لو لم يلد هاشم غيرك لما نقص عدد ولو لم يكن لأهلك سواك لكان الله قد كثرهم ثم نهض فقام ابن عباس وانصرف.
وروى الحنبلي في (نهاية المطالب) باسناده عن ربعي بن خراش قال سأل معاوية عبد الله بن عباس فقال ما تقول في علي بن أبي طالب فقال صلوات الله على أبى الحسن كان والله علم الهدى. وكهف التقى، وخل الحجى: وبحر الندى، وطود النهى، علما للورى، ونورا في ظلم الدجى. وداعيا إلى المحجة العظمى، ومستمسكا بالعروة الوثقى، وساميا إلى الغاية القصوى، وعالما بما في الصحف الأولى، وعاملا بطاعة الملك الأعلى. وعارفا بالتأويل والذكرى، ومتعلقا بأسباب الهدى، وحائدا عن طرقات الردى، وساميا إلى المجد والعلى، وقائما بالدين والتقوى، وسيد من تقمص وارتدى بعد النبي المصطفى، وأفضل من صام وصلى، وأجل من ضحك وبكى، صاحب القبلتين وهل يساويه مخلوق: كان أو يكون، كان والله للأسد قاتلا، وللبهم في الحرب خاتلا، على مبغضيه لعنة الله ولعنة العباد، إلى يوم التناد.
قال الزمخشري في ربيع الأبرار كان ابن عباس يقول في علي بن أبي طالب كان والله يشبه القمر الباهر، الأسد الخادر. والفرات الزاخر، والربيع الباكر، فأشبه من القمر ضوئه وبهاءه، ومن الأسد شجاعته ومضاءه ومن الفرات جوده وسخائه، ومن الربيع خصبه ورخائه وروى محمد بن جرير الطيري باسناده عن الفضل بن العباس بن ربيعة قال وفد عبد الله بن العباس على معاوية قال فوالله انى لفي المسجد إذ كبر معاوية في الخضراء فكبر أهل الخضراء ثم كبر أهل المسجد بتكبيرة أهل الخضراء فبلغ الخبر ابن عباس فراح فدخل على معاوية قال علمت يا بن عباس ان الحسن توفى