دعوت ابن عباس إلى جل حطة * وكان امرءا أهدى إليه رسائلي فاخلف ظني والحوادث جمة * وما زاد أن أغلى على مراجلي فقل لابن عباس أراك مخوفا * بجهلك حلمي انني غير غافل فأبرق وارعد ما استطعت فإنني * إليك بما يشجيك سبط الأنامل قال نصر: لما أراد الناس عليا " ع " ان يضع الحكمين قال لهم ان معاوية لم بكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص وانه لا يصلح للقرشي الا مثله فعليكم بعبد الله بن عباس فارموه به فان عمرا لا يعقد عقده إلا حلها عبد الله ولا يحل عقدة إلا عقدها ولا يبرم أمرا إلا نقضه ولا ينقض أمرا إلا أبرمه فقال الأشعث والله لا يحكم فينا مضربان حتى تقوم الساعة ولكن اجعل رجلا من أهل اليمن إذا جعلوا رجلا من مضر فقال على " ع " انى أخاف ان يخدع يمنيكم فان عمرا لبس من الله في شئ إذا كان في أمر هوى فقال الأشعث والله لئن يحكمان ببعض ما نكره واحدهما من أهل اليمن أحب إلينا من أن يكون بعض ما نحب وهما مضربان انتهى ثم اختار أهل الشام عمرو بن العاص وقالوا قد رضينا به وقال الأشعث والقراء الذين صاروا خوارج فيما بعد رضينا نحن واخترنا أبا موسى الأشعري فقال لهم على " ع " فإني لا أرضى بابى موسى ولا أرى ان أوليه قالوا فانا لا ترضى الا به فقال على " ع " فإنه ليس يرضى وقد فارقني وخذل الناس عنى وهرب منى حتى آمنته بعد شهر ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك. قالوا والله لا تبالي إن كنت وابن عباس ولا نريد الا رجلا هو منك ومن معاوية سواء لبس إلى واحد منكما أدنى من الآخر فقال على " ع " قد أبيتم إلا أبا موسى قالوا نعم قال فاصنعوا ما شئتم فبلغ ذلك أهل الشام فبعث أيمن ابن حزيم الأسدي وكان معتزلا لمعاوية وكان هواه ان يكون من أهل العراق بهذه الأبيات:
لو كان للقوم أمر يعصمون به * من الضلال رموكم بابن عباس لله در أبيه أيما رجل * ما مثله لفصال الخطب في الناس