وروى أن الناس كلموا ابن عباس ان يحج بهم وعثمان محصور في الدار فدخل عليه فأخبره فأمره ان يحج بهم فحج بالناس فلما قدم رأى عثمان قد قتل وقد بويع أمير المؤمنين " ع ".
قال ابن عباس قدمت من مكة بعد مقتل عثمان بخمسة أيام فجئت عليا " ع " لأدخل عليه فسألت عنه فقيل لي عنده المغيرة بن شعبة فجلست بالباب حتى خرج المغيرة ودخلت على على " ع " فقال لي أين لقيت طلحة والزبير؟ فقلت بالرصف قال ومن معهما قلت أبو سعيد بن الحرث بن هشام في فتية من قريش فقال " ع " اما انهم لن يدعوا ان يخرجوا فيطلبوا بدم عثمان والله أعلم انهم قتلة عثمان فقلت له أخبرني عن شأن المغيرة ولم خلا بك قال " ع " جائني بعد مقتل عثمان بيومين فقال أخلني ففعلت فقال أنت بقية الناس وانا لك ناصح وإني أشير عليك بترك عمال عثمان عامك هذا فاكتب إليهم باثباتهم على أعمالهم فإذا بايعوك واطمئن امرك عزلت من أحببت وأبقيت من أحببت فقلت والله لا أداهن في ديني ولا أعطي الرياء في أمري قال فان كنت قد أبيت فانزع من شئت وأقر معاوية فان له جرءة وهو في أهل الشام مسموع منه ولك في ابقائه حجة فقد كان عمر ولاه الشام كلها فقلت والله لا استعملت معاوية ابدا فخرج من عندي بعد ما أشار به ثم عاد فقال إلى أشرت بما أشرت به وأبيت على ثم نظرت فإذا أنت مصيب لا يسعك ان تأخذ أمرك بخدعة ولا ان يكون فيه دلسة فقلت اما أول ما أشار به فقد نصحك فيه وأما الآخر فقد غشك به وانا أشير عليك ان تبقى معاوية فان بايعك فعلى ان أقفله من منزله قال " ع " الله لا أعطيه إلا السيف وتمثل " ع " بهذا البيت:
فما شبة ان رمتها غير عاجز * بعار إذا ما غالت النفس غولها فقلت يا أمير المؤمنين " ع " انك رجل شجاع اما سمعت رسول الله يقول الحرب خدعة فقال بلى فقلت انى والله لأصدرن بهم بعد ورود ولأتركنهم