لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن * لا يهتدى ضرب أخماس لأسداس ان يخل عمرو به يقذفه في لجج * يهوى به النجم تيسا بين أتياس أبلغ لديك عليا غير عاتبه * قول امرئ لا يرى بالحق من باس ما الأشعري بمأمون أبا حسن * فاعلم هديت وليس العجز كالرأس فاصدع بصاحبك الأدنى برغمهم * ان ابن عمك عباس هو الأسى فلما بلغ أهل العراق هذا الشعر طارت أهواء قوم من أولياء على " ع " وشيعته إلى ابن عباس وأبت القراء إلا أبا موسى وكان أيمن بن حزيم هذا رجلا عابدا مجتهدا وقد كان معاوية جعل له فلسطين على أن يبايعه ويشايعه على قتال على " ع " فقال أيمن هذه الأبيات وبعث بها إليه:
ولست مقاتلا رجلا يصلى * على سلطان آخر من قريش له سلطانه وعلى إثمي * معاذ الله من سفه وطيش أأقتل مسلما في غير جرم * فليس بنافع ما عشت عيشي وروى المدائني في كتاب (صفين) والزبير ابن بكار في (الموفقيات) قالا: لما اجتمع أهل العراق على طلب أبى موسى وأحضروه للتحكيم على كره من على " ع " اتاه عبد الله ابن عباس وعنده وجوه الناس والاشراف فقال يا أبا موسى ان الناس لم يرضوا بك ويجتمعوا عليك لفضل لا تشارك فيه وما أكثر أشباهك من المهاجرين والأنصار المتقدمين قبلك ولكن أهل العراق أبوا الا ان يكون الحكم يمانيا ورأوا ان معظم أهل الشام ايمان وأيم الله انى لأظن ذلك شرا لك ولنا فإنه قد ضم إليك داهية العرب وليس في معاوية خلة يستحق بها الخلافة فان تقذف بحقك على باطله تدرك حاجتك منه وان يطمع باطله في حقك يدرك حاجته منك واعلم يا أبا موسى ان معاوية طليق الإسلام وان أباه رأس الأحزاب وانه يدعى الخلافة من غير مشورة ولا بيعة واعلم أن لعمرو مع كل شئ يسرك خبيئا يسوؤك ومما نسيت فلا تنس ان عليا " ع " بايعه القوم