واستخلف ابن عباس على البصرة.
ولما خرج " ع " إلى صفين لحرب معاوية كتب إلى عماله يستفزهم فكتب إلى ابن عباس وهو عامله على البصرة: أما بعد فاشخص إلى بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين وذكرهم بلائي عندهم وعفوي عنهم في الحرب وأعلمهم الذي في ذلك من الفضل والسلام.
فلما وصل كتابه إلى ابن عباس بالبصرة قام في الناس فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس استعدوا للشخوص إلى إمامكم وانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرؤن القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب ولا يدينون دين الحق مع أمير المؤمنين " ع " وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والصادع بالحق والمقيم بالهدى والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم فقام إليه الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضا والكره، نحتسب في ذلك الأجر ونامل به من الله العظيم حسن الثواب وأجابه سائر الناس إلى المسير فاستعمل أبا الأسود الدؤلي على البصرة وخرج حتى قدم على أمير المؤمنين " ع " بالنخيلة وهي بضم النون: مصغر نخلة موضع من الكوفة على سمت الشام.
وعن عبد الله بن عوف ابن الأحمران عليا " ع " لم يبرح النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس باهل البصرة.
وروى نصر بن مزاحم قال لما اشتد الأمر وعظم البلاء على أهل الشام قال معاوية لعمرو بن العاص ان رأس الناس بعد على " ع " لعبد الله بن عباس فلو كتبت إليه كتابا لعلك تخدعه به ولعله لو قال شيئا لم يخرج على منه وقد أكلتنا الحرب ولا أرانا نصل إلى العراق إلا بهلاك أهل الشام فقال عمرو