وسبابته تجول على صدره وهو يقول: اللهم أنت الراعي فلا تهمل ضالة ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد ضرع الصغير ورق الكبير، وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر وأخفى، اللهم أغثهم بغياثك من قبل ان يقنطوا فيهلكوا إنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون، قال فنشأت طريرة من سحاب وقال الناس ترون ترون ثم تلامت واستتمت ومشت ريح ثم هدرت ودرت فوالله ما برحوا حتى اعتلقوا الأحذية وقلصوا المآزر وطفق الناس يلوذون بالعباس ويقولون هنيئا لك ساقى الحرمين يريدون ما كان من استسقاء أبيه عبد المطلب بمكة فنسبوه إليه.
وروى عن ابن عباس قال: كان بين العباس وعلى " ع " مباعدة فلقيت عليا في مرض العباس فقلت له ان كان لك في النظر إلى عمك حاجة فإته وما أراك تلقاه بعدها فوجم لها وقال تقدمني، واستأذنت له فأذن فدخل فاعتنق كل واحد منهما صاحبه واقبل على على يده يقبلها ويقول يا عم ارض عنى رضى الله عنك. قال قد رضيت عنك، ثم قال يا بن أخي قد أشرت عليك من قبل بشيئين فلم تقبل ورأيت في عاقبتهما ما كرهت وها انا أشير عليك برأي ثالث فان قبلته وإلا نالك ما نالك مما كان قبله، قال وما ذاك يا عم؟ قال لما قبض رسول الله أتانا أبو سفيان بن حرب تلك الساعة فدعوناك إلى أن نبايعك وقلت لك ابسط يدك أبايعك ويبايعك هذا الشيخ فإنا ان بايعناك لم يختلف عليك أحد من بنى عبد مناف وإذا بايعك بنو عبد مناف لم يختلف عليك قرشي وإذا بايعك قريش لم يختلف عليك أحد من العرب، فقلت انا بجهاز رسول الله صلى الله عليه وآله مشغول وهذا الأمر فليس يخشى عليه، فلم نلبث ان سمعنا التكبير من سقيفة (بنى ساعدة) فقلت يا عم ما هذا فقلت ما دعوناك إليه فأبيت، قلت سبحان الله أو كان هذا؟ قلت نعم، قلت أفلا يرد؟ قلت لك وهل رد مثل هذا قط، ثم أشرت عليك حين طعن عمر فقلت لا تدخل نفسك في الشورى فإنك ان