تقوم السماوات والأرض لا أقضى بينكما بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما عنها فادفعاها إلى فانا أكفيكماها.
قال المؤلف عفى الله عنه: هذا الحديث من مناكير العامة وفواقرهم التي يشهد العقل بانكارها ويجزم بعدم صحتها والطعن فيه من وجوه:
الأول: ان عمر استشهد: عثمان وسعدا وعبد الرحمن والزبير على أنهم يعلمون ان النبي صلى الله عليه وآله قال لا نورث ما تركناه صدقة فقالوا قد قال ذلك ومعظم المحدثين ذكروا انه لم يرو هذا الخبر إلا أبو بكر وحده حتى أن الفقهاء في أصول الفقه أطبقوا على ذلك في احتجاجهم بالخبر برواية الصحابي الواحد فأين كان هؤلاء القوم أيام أبى بكر ما نعلم أن أحدا من هؤلاء يوم خصومة فاطمة " ع " وأبى بكر روى من هذا شيئا.
الثاني: ان عمر ناشد عليا " ع " والعباس هل تعلمان ذلك فقالا معا نعم فإذا كانا يعلمان فكيف جاء العباس وفاطمة " ع " إلى أبى بكر يطلبان منه الميراث على ما رووه عن عروة عن عائشة ان فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان ارضه بفدك وسهمه بخيبر فقال لهما أبو بكر انى سمعت رسول الله يقول لا نورث ما تركناه صدقة انما يأكل آل محمد من هذا المال وإني والله لا أغير أمرا رأيت رسول الله يصنعه إلا صنعته وهل يجوز ان يقال كان العباس يعلم ذلك ثم يطلب الإرث الذي لا يستحقه وهل يجوز ان يقال كان على " ع " يعلم ذلك ويمكن زوجته ان تطلب ما لا تستحقه وهل خرجت من دارها إلى المسجد ونازعت أبا بكر وكلمته بما كلمته به الا بقوله واذنه ورأيه.
الثالث: قول عمر لعلى " ع " والعباس وأنتما حينئذ تزعمان ان أبا بكر فيها ظالم فاجر ثم قوله لما ذكر نفسه وأنتما تزعمان انى فيها ظالم فاجر فإذا كانا يزعمان ذلك فيكف يجمع هذا الزعم مع كونهما يعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وآله