قال هذا الرجل والذهاب عن هذه الجملة خاصمت قريش النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى مع وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون (1) (2) حتى ورد الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون (3) وهذا أبعد من الأول في جهة الدلالة منه على موضع الخلاف وذلك أن قوله تعالى تعبدون من دون الله (4) لم يتناول قط غير الأصنام التي عبدت من دون الله لأن ما في اللغة لغير العقلاء ومن للعقلاء فمن اعترض عليه (5) بعبادة المسيح والملائكة صلوات الله عليهم فقد تعسف وذهب عن (6) معنى (7) الآية وقد علمت قريش أن هذا (8) اللفظ لم يناول غير الأصنام ولكنها (9) اعترضت بما ذكرت (10) من عبادة المسيح والملائكة متعنتين له فقال (11) إن كانت هذه الأصنام في النار لأنها عبدت من دون الله (12) فقد يجب مثل ذلك في الملائكة والمسيح لأنهم عبدوا من دون الله ولكنه أخبر بما يفعله بها في الآخرة والله تعالى لم يقل إن الأصنام في النار لأنها عبدت من دون الله ولكنه أخبر بما يفعله بها في الآخرة (13) تعبير للكفار وإظهارا لتكذيبهم بأنهم يقربونهم إلى الله زلفى
(٣٩٣)