ألا ترى أنه يجوز لأحد أن يقول إن الذين يضربون الله ويتقلوان أنه الله ويريد (1) به (2) يضربون أولياء الله ويقتلون أولياءه لأن في كتاب الله تعالى الذين يؤذون الله (3) ومراده يؤذون أولياء (4) الله (5) فلا يستعمل المجاز إلا في موضع يقوم الدليل عليه وإلا فحكم اللفظ أن يكون محمولا على الحقيقة أبدا حتى تقوم دلالة المجاز والأسماء الشرعية بمنزلة أسماء المجاز لا يجوز (6) إثباتها إلا من جهة التوقيف أو الاتفاق فإن قال قائل إذا كانت (7) العرب قد تكلمت بما سميته مجازا وبالحقيقة وكل ذلك من كلامها فما أنكرت أن يكون الجميع حقيقة لأن ما سميته حقيقة إنما صار كذلك لأن العرب تكلمت به قيل له لم يكن الحقيقة حقيقة لأن العرب إن تكلمت به دون أن يكون تكلمت به على موضوعاتها في أصل اللغة ثم تجاوزت ذلك فسمت به ما ليس الاسم له في الأصل تشبيها (8) به واتساعا في لغتها و (9) اكتفاء بعلم المخاطب بالمراد فلم تسم ذلك حقيقة فأفدنا بقولنا (10) حقيقة إنه اسم له في موضوع اللغة فسمى (11) به ذلك الشئ في سائر الأحوال ويفيد بقولنا مجازا إنه مسمى (12) باسم غيره في مواضع مخصوصة لا نتعدى بها (13) مواضعها ولا يجري على غيرها وإن شاركت الأول في معانيه فإن كنت إنما أنكرت اللفظ دون المعنى فانا لا نضايقك صلى الله عليه وسلم في اللفظ سمه أنت بما شئت بعد أن توافق في المعنى وإن كنت
(٣٦٨)