فذكر السبب الذي أباح ترك قيام الليل من المرض والضرب في الأرض والحكم عام فيمن هذه صفته وفي غيرهم ومثله كثير في القرآن وهو يدل على أن الحكم للاسم لا للسبب فإن قال قائل خروج الكلام على سبب كخروجه مخرج الجواب ومعلوم أن حكم الجواب أن يكون مقصورا على ما صار جوابا عنه قيل له ليس الأمر فيه عندنا على هذا الإطلاق بل هو (1) عندنا على وجهين منه ما يكون الجواب فيه لفظ عموم ينتظم ما هو جواب عنه وغيره ومنه ما يكون حكمه قد مقصورا على ما هو جواب عنه فأما الأول فإن الحكم فيه جار على اللفظ إذا كان مستقلا بنفسه حتى يقوم الدليل (2) على وجوب الاقتصار به على ما هو جواب عنه والثاني هو ما لا (3) يستقل بنفسه واقتصر إلى تضمينه بغيره فهذا حكمه مقصور على الجواب نظير الأول قوله تعالى باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم (4) إلى آخر القصة وقوله تعالى من أموالهم صدقة (5) ونحوها من الألفاظ المكتفية بنفسها عن تضمينها (6) بغيرها مع اشتمالها على ما هي جواب عنه وعلى غيره فلم يكن حكمها (7) مقصورا على الجواب ونظير هذا الوجه الثاني مما لا يستقل بنفسه قوله تعالى وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم (8) فقولهم نعم (9) (10) لا يفيد إلا على وجه الجواب فصار معناه مطابقا لما
(٣٤٤)