وقد توجت هذه المكانة الجصاص على كرسي شيخه شيخ الحنفية الامام أبي الحسن الكرخي المتوفى عام أربعين وثلاثمائة وقد كان الجصاص في هذه الفترة في نيسابور مع الحاكم النيسابوري واستلم كرسي شيخه دون منازع سنة أربع وأربعين وثلاثمائة بعد عودته من نيسابور، فلا يضيره أن يكون التدريس في بغداد للإمام أحمد بن محمد أبي علي الشاشي (1) وأن تكون الفتوى للإمام أبي بكر أحمد بن محمد الدامغاني (2) حين فلج أبو الحسن الكرخي، فلما عاد الامام الجصاص إلى بغداد أخذ كرسي شيخه في التدريس والفتوى (3) ز - طبقته عند الحنفية قسم الحنفية طبقات علمائهم إلى سبع طبقات:
الطبقة الأولى:
طبقة المجتهدين في الشرع، كالأئمة الأربعة، ومن سلك مسلكهم في تأسيس قواعد الأصول، واستنباط أحكام الفروع عن الأدلة الأربعة، الكتاب والسنة والاجماع والقياس، على حسب تلك القواعد من غير تقليد لاحد لا في الفروع ولا في الأصول.
الطبقة الثانية:
طبقة المجتهدين في المذهب كأبي يوسف، ومحمد، وسائر أصحاب أبي حنيفة - رحمة الله عليهم - القادرين على استخراج الاحكام عن الأدلة المذكورة، على مقتضى القواعد التي قررها أستاذهم أبو حنيفة - رحمه الله - فإنهم وان خالفوه في بعض الأحكام في الفروع،